نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 229
" ولا أنتم عابدون ما أعبد " مصدرية أيضا ، معناه ولا أنتم عابدون مثل عبادتي ، التي هي توحيد . قوله تعالى : لكم دينكم ولي دين ( 6 ) فيه معنى التهديد ، وهو كقوله تعالى : " لنا أعمالنا ولكم أعمالكم " ( 1 ) [ القصص : 55 ] أي إن رضيتم بدينكم ، فقد رضينا بديننا . وكان هذا قبل الامر بالقتال ، فنسخ بآية السيف . وقيل : السورة كلها منسوخة . وقيل : ما نسخ منها شئ لأنها خبر . ومعنى " لكم دينكم " أي جزاء دينكم ، ولي جزاء ديني . وسمى دينهم دينا ، لأنهم اعتقدوه وتولوه . وقيل : المعنى لكم جزاؤكم ولي جزائي ، لان الدين الجزاء . وفتح الياء من " ولي دين " نافع ، والبزي عن ابن كثير باختلاف عنه ، وهشام عن ابن عامر ، وحفص عن عاصم . وأثبت الياء في " ديني " في الحالين نصر ابن عاصم وسلام ويعقوب ، قالوا : لأنها اسم مثل الكاف في دينكم ، والتاء في قمت . الباقون بغير ياء ، مثل قوله تعالى : " فهو يهدين " ( 2 ) [ الشعراء : 78 ] " فاتقوا الله وأطيعون " ( 3 ) [ آل عمران : 50 ] ونحوه ، اكتفاء بالكسرة ، واتباعا لخط المصحف ، فإنه وقع فيه بغير ياء . تفسير سورة " النصر " وهي مدنية بإجماع . وتسمى سورة ( التوديع ) . وهي ثلاث آيات . وهي آخر سورة نزلت جميعا قاله ابن عباس في صحيح مسلم . بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى : إذا جاء نصر الله والفتح ( 1 ) النصر : العون مأخوذ من قولهم : قد نصر الغيث الأرض : إذا أعان على نباتها ، من قحطها . قال الشاعر : ( 4 )
( 1 ) آية 55 سورة القصص . ( 2 ) آية 78 سورة الشعراء . ( 3 ) آية 50 سورة آل عمران . ( 4 ) هو الراعي يخاطب خيلا . ( عن اللسان مادة نصر . )
229
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 229