نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 212
" فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون " - قال - : [ الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها ، تهاونا بها ] . وعن ابن عباس أيضا : هم المنافقون يتركون الصلاة سرا ، يصلونها علانية " وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى " [1] [ النساء : 142 ] . . . الآية . ويدل على أنها في المنافقين قوله : " الذين هم يراءون " ، وقاله ابن وهب عن مالك . قال ابن عباس : ولو قال في صلاتهم ساهون لكانت في المؤمنين . وقال عطاء : الحمد لله الذي قال " عن صلاتهم " ولم يقل في صلاتهم . قال الزمخشري : فإن قلت : أي فرق بين قوله : " عن صلاتهم " ، وبين قولك : في صلاتهم ؟ قلت : معنى " عن " أنهم ساهون عنها سهو ترك لها ، وقلة التفات إليها ، وذلك فعل المنافقين ، أو الفسقة الشطار [2] من المسلمين . ومعنى " في " أن السهو يعتريهم فيها ، بوسوسة شيطان ، أو حديث نفس ، وذلك لا يكاد يخلو منه مسلم . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقع له السهو في صلاته ، فضلا عن غيره ، ومن ثم أثبت الفقهاء باب سجود السهو في كتبهم . قال ابن العربي : لان السلامة من السهو محال ، وقد سها رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته والصحابة : وكل من لا يسهو في صلاته ، فذلك رجل لا يتدبرها ، ولا يعقل قراءتها ، وإنما همه في أعدادها ، وهذا رجل يأكل القشور ، ويرمي اللب . وما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسهو في صلاته إلا لفكرته في أعظم منها ، اللهم إلا أنه قد يسهو في صلاته من يقبل على وسواس الشيطان إذا قال له : أذكر كذا ، أذكر كذا ، لما لم يكن يذكر ، حتى يضل الرجل أن يدري كم صلى . الرابعة - قوله تعالى : ( الذين هم يراءون ) أي يرى الناس أنه يصلي طاعة وهو يصلي تقية ، كالفاسق ، يرى أنه يصلي عبادة وهو يصلي ليقال : إنه يصلي . وحقيقة الرياء طلب ما في الدنيا بالعبادة ، وأصله طلب المنزلة في قلوب الناس . وأولها تحسين السمت [3] ، وهو من أجزاء النبوة ، ويريد بذلك الجاه والثناء . وثانيها : الرياء بالثياب القصار والخشنة ، ليأخذ بذلك هيئة
[1] آية 142 سورة النساء . [2] في نسخة من الأصل : ( الشياطين ) . والشطار : جمع شاطر ، وهو الذي ترك موافقة أهله وأعياهم لؤما وخبثا . [3] في اللسان : السمت : حسن القصد والمذهب في الدين والدنيا .
212
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 212