نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 184
أراد : ضنوا وبخلوا ، فأظهر التضعيف ، لكن الشعر موضع ضرورة . قال المهدوي : من خفف " وعدده " فهو معطوف على المال ، أي وجمع عدده فلا يكون فعلا على إظهار التضعيف ، لان ذلك لا يستعمل إلا في الشعر . قوله تعالى : يحسب أن ماله أخلده ( 3 ) كلا لينبذن في الحطمة ( 4 ) وما أدراك ما الحطمة ( 5 ) نار الله الموقدة ( 6 ) التي تطلع على الأفئدة ( 7 ) قوله تعالى : ( يحسب ) أي يظن ( أن ماله أخلده ) أي يبقيه حيا لا يموت ، قاله السدي . وقال عكرمة : أي يزيد في عمره . وقيل : أحياه فيما مضى ، وهو ماض بمعنى المستقبل . يقال : هلك والله فلان ودخل النار ، أي يدخل . ( كلا ) رد لما توهمه الكافر ، أي لا يخلد ولا يبقى له مال . وقد مضى القول في " كلا " مستوفي ( 1 ) . وقال عمر بن عبد الله مولى غفرة : إذا سمعت الله عز وجل يقول " كلا " فإنه يقول كذبت . ( لينبذن ) أي ليطرحن وليلقين . وقرأ الحسن ومحمد بن كعب ونصر بن عاصم ومجاهد وحميد وابن محيصن : لينبذان بالتثنية ، أي هو وماله . وعن الحسن أيضا " لينبدنه " على معنى لينبذن ماله . وعنه أيضا بالنون " لننبذنه " على إخبار الله تعالى عن نفسه ، وأنه ينبذ صاحب المال . وعنه أيضا " لينبذن " بضم الذال ، على أن المراد الهمزة واللمزة والمال وجامعه . ( في الحطمة ) وهي نار الله ، سميت بذلك لأنها تكسر كل ما يلقي فيها وتحطمه وتهشمه . قال الراجز : إنا حطمنا بالقضيب مصعبا * يوم كسرنا أنفه ليغضبا وهي الطبقة السادسة من طبقات جهنم . حكاه الماوردي عن الكلبي . وحكى القشيري عنه : " الحطمة " الدركة الثانية من درك النار . وقال الضحاك : وهي الدرك الرابع . ابن زيد : اسم من أسماء جهنم . ( وما أدراك ما الحطمة ) على التعظيم لشأنها ، والتفخيم لأمرها .
( 1 ) راجع ج 11 ص 147 .
184
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 184