responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 185


ثم فسرها ما هي فقال : ( نار الله الموقدة ) أي التي أوقد عليها ألف عام ، وألف عام ، وألف عام ، فهي غير خامدة ، أعدها الله للعصاة . ( للتي تطلع على الأفئدة ) قال محمد بن كعب :
تأكل النار جميع ما في أجسادهم ، حتى إذا بلغت إلى الفؤاد ، خلقوا خلقا جديدا ، فرجعت تأكلهم . وكذا روى خالد بن أبي عمران عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أن النار تأكل أهلها ، حتى إذا اطلعت على أفئدتهم انتهت ، ثم إذا صدروا تعود ، فذلك قوله تعالى : " نار الله الموقدة . التي تطلع على الأفئدة " : . وخص الأفئدة لان الألم إذا صار إلى الفؤاد مات صاحبه . أي إنه في حال من يموت وهم لا يموتون ، كما قال الله تعالى : " لا يموت فيها ولا يحيا " [1] [ طه : 74 ] فهم إذا أحياء في معنى الأموات . وقيل : معنى " تطلع على الأفئدة " أي تعلم مقدار ما يستحقه كل واحد منهم من العذاب ، وذلك بما استبقاه الله تعالى من الامارة الدالة عليه . ويقال : أطلع فلان على كذا : أي علمه . وقد قال الله تعالى : " تدعوا من أدبر وتولى " [2] [ المعارج : 17 ] .
وقال تعالى : " إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا " [3] [ الفرقان : 12 ] . فوصفها بهذا ، فلا يبعد أن توصف بالعلم .
قوله تعالى : إنها عليهم مؤصدة ( 8 ) في عمد ممددة ( 9 ) أي مطبقة ، قال الحسن والضحاك . وقد تقدم في سورة " البلد " القول ( 4 ) فيه . وقيل :
مغلقة ، بلغة قريش . يقولون : آصدت الباب إذا أغلقته ، قاله مجاهد . ومنه قول عبيد الله ابن قيس الرقيات :
إن في القصر لو دخلنا غزالا * مصفقا موصدا ( 5 ) عليه الحجاب ( في عمد ممددة ) الفاء بمعنى الباء أي مؤصدة بعمد ممددة قاله ابن مسعود وهي في قراءته " بعمد ممددة " وفي حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ( ثم إن الله يبعث إليهم



[1] آية 74 سورة طه .
[2] آية 17 سورة المعارج .
[3] آية 12 سورة الفرقان . ( 4 ) راجع ص 72 من هذا الجزء . ( 5 ) صفق الباب وأصفقه : أغلقه .

185

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست