نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 182
واختار هذا القول النحاس ، قال : ومنه قوله تعالى " ومنهم من يلمزك في الصدقات " [1] [ التوبة : 58 ] . وقال مقاتل ضد هذا الكلام : إن الهمزة : الذي يغتاب بالغيبة ، واللمزة : الذي يغتاب في الوجه . وقال قتادة ومجاهد : الهمزة : الطعان في الناس ، والهمزة : الطعان في أنسابهم . وقال ابن زيد الهامز : الذي يهمز الناس بيده ويضربهم ، واللمزة : الذي يلمزهم بلسانه ويعيبهم . وقال سفيان الثوري يهمز بلسانه ، ويلمز بعينيه . وقال ابن كيسان : الهمزة الذي يؤذي جلساءه بسوء اللفظ ، واللمزة : الذي يكسر عينه على جليسه ، ويشير بعينه ورأسه وبحاجبيه . وقال مرة : هما سواء ، وهو القتات الطعان للمرء إذا غاب . وقال زياد الأعجم : تدلى بودي إذا لاقيتني كذبا * وإن أغيب فأنت الهامز اللمزه وقال آخر : إذا لقيتك عن سخط تكاشرني * وإن تغيبت كنت الهامز اللمزه الشحط : العبد . والهمزة : اسم وضع للمبالغة في هذا المعنى ، كما يقال : سخرة وضحكة : للذي يسخر ويضحك بالناس . وقرأ أبو جعفر محمد بن علي والأعرج " همزة لمزة " بسكون الميم فيهما . فإن صح ذلك عنهما ، فهي في معنى المفعول ، وهو الذي يتعرض للناس حتى يهمزوه ويضحكوا منه ، ويحملهم على الاغتياب . وقرأ عبد الله بن مسعود وأبو وائل والنخعي والأعمش : " ويل للهمزة اللمزة " . وأصل الهمز : الكسر ، والعض على الشئ بعنف ، ومنه همز الحرف . ويقال : همزت رأسه . وهمزت الجوز بكفي كسرته . وقيل لاعرابي : أتهمزون ( الفارة ) ؟ فقال : إنما تهمزها الهرة . الذي في الصحاح : وقيل لاعرابي أتهمز الفارة ؟ فقال السنور يهمزها . والأول قاله الثعلبي ، وهو يدل على أن الهر يسمى الهمزة . قال العجاج : * ومن همزنا رأسه تهشما * وقيل : أصل الهمز واللمز : الدفع والضرب . لمزه يلمزه لمزا : إذا ضربه ودفعه . وكذلك همزه : أي دفعه وضربه . قال الراجز : ومن همزنا عزه تبركعا * على أسته زوبعة أو زوبعا