responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 18


وغيث من الوسمى حو تلاعه * تبطنته بشيظم صلتان [1] ويجوز أن يكون " أحوى " صفة ل‌ " غثاء " . والمعنى : أنه صار كذلك بعد خضرته .
وقال أبو عبيدة : فجعله أسود من احتراقه وقدمه ، والرطب إذا يبس أسود . وقال عبد الرحمن زيد : أخرج المرعى أخضر ، ثم لما يبس أسود من احتراقه ، فصار غثاء تذهب به الرياح والسيول . وهو مثل ضربه الله تعالى للكفار ، لذهاب الدنيا بعد نضارتها .
قوله تعالى : سنقرئك فلا تنسى ( 6 ) إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى ( 7 ) ونيسرك لليسرى ( 8 ) قوله تعالى " سنقرئك " أي القرآن يا محمد فنعلمكه " فلا تنسى " أي فتحفظ ، رواه ابن وهب عن مالك . وهذه بشرى من الله تعالى ، بشره بأن أعطاه آية بينة ، وهي أن يقرأ عليه جبريل ما يقرأ عليه من الوحي ، وهو أمي لا يكتب ولا يقرأ ، فيحفظه ولا ينساه .
وعن ابن أبي نجيح عن مجاهد ، قال : كان يتذكر مخافة أن ينسى ، فقيل : كفيتكه . قال مجاهد والكلبي : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي ، لم يفرغ جبريل من آخر الآية ، حتى يتكلم للنبي صلى الله عليه وسلم بأولها ، مخافة أن ينساها ، فنزلت : " سنقرئك فلا تنسى " بعد ذلك شيئا ، فقد كفيتكه . ووجه الاستثناء على هذا ، ما قاله الفراء : إلا ما شاء الله ، وهو لم يشأ أن تنسى شيئا ، كقوله تعالى : " خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ( 2 ) ربك " [ هود : 108 ] . ولا يشاء . ويقال في الكلام : لأعطينك كل ما سألت إلا ما شئت ، وإلا أن أشاء أن أمنعك ، والنية على ألا يمنعه شيئا . فعلى هذا مجاري الايمان ، يستثنى فيها ونية الحالف التمام . وفي رواية أبي صالح عن ابن عباس : فلم ينس بعد نزول هذه الآية حتى مات ، " إلا ما شاء الله " . وعن سعيد عن قتادة ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينسى شيئا ، " إلا



[1] الوسمى : مطر أول الربيع لأنه يسم الأرض بالنبات . نسب إلى الوسم . والتلاع : جمع التلعة ، وهي أرض مرتفعة غليظة يتردد فيها السيل ، ثم يدفع منها إلى تلعة أسفل منها . وهي مكرمة من المنابت : وقيل : التلعة مجرى الماء من أعلى الوادي إلى بطون الأرض وتبطنته : دخلته . والشظيم : الطويل الجسيم الفتى من الناس والخيل . والصلتان : النشيط الحديد الفؤاد من الخيل . ( 2 ) آية 108 سورة هود .

18

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست