responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 19


ما شاء الله " . وعلى هذه الأقوال قيل : إلا ما شاء الله أن ينسى ، ولكنه لم ينسى شيئا منه بعد نزول هذه الآية . وقيل : إلا ما شاء الله أن ينسى ، ثم يذكر بعد ذلك ، فإذا قد نسي ، ولكنه يتذكر ولا ينسى نسيانا كليا . وقد روي أنه أسقط آية في قراءته في الصلاة ، فحسب أبي أنها نسخت ، فسأله فقال : [ إني نسيتها ] . وقيل : هو من النسيان ، أي إلا ما شاء الله أن ينسيك . ثم قيل : هذا بمعنى النسخ ، أي إلا ما شاء الله أن ينسخه . والاستثناء نوع من النسخ . وقيل . النسيان بمعنى الترك ، أي يعصمك من أن تترك العمل به ، إلا ما شاء الله أن تتركه لنسخه إياه . فهذا في نسخ العمل ، والأول في نسخ القراءة . قال الفرغاني : كان يغشى مجلس الجنيد أهل البسط من العلوم ، وكان يغشاه ابن كيسان النحوي ، وكان رجلا جليلا ، فقال يوما : ما تقول يا أبا القاسم في قول الله تعالى : " سنقرئك فلا تنسى " ؟
فأجابه مسرعا - كأنه تقدم له السؤال قبل ذلك بأوقات : لا تنسى العمل به .
فقال ابن كيسان : لا يفضض الله فاك ! مثلك من يصدر عن رأيه . وقوله " فلا " :
للنفي لا للنهي . وقيل : للنهي ، وإنما أثبتت الياء [1] لان رؤوس الآي على ذلك . والمعنى :
لا تغفل عن قراءته وتكراره فتنساه ، إلا ما شاء الله أن ينسيكه برفع تلاوته للمصلحة . والأول هو المختار ، لان الاستثناء من النهي لا يكاد يكون إلا مؤقتا معلوما . وأيضا فإن الياء مثبتة في جميع المصاحف ، وعليها القراء . وقيل : معناه إلا ما شاء الله أن يؤخر إنزاله . وقيل :
المعنى فجعله غثاء أحوى إلا ما شاء الله أن يناله بنو آدم والبهائم ، فإنه لا يصير كذلك .
قوله تعالى : ( إنه يعلم الجهر ) أي الاعلان من القول والعمل . " وما يخفى " من السر . وعن ابن عباس : ما في قلبك ونفسك . وقال محمد بن حاتم : يعلم إعلان الصدقة وإخفاءها .
وقيل : الجهر ما حفظته من القرآن في صدرك . " وما يخفى " هو ما نسخ من صدرك .
" ونيسرك " : معطوف على " سنقرئك " وقوله : " إنه يعلم الجهر وما يخفى " اعتراش . ومعنى " لليسرى " أي للطريقة اليسرى ، وهي عمل الخير . قال ابن عباس : نيسرك لان تعمل خيرا . ابن مسعود : " لليسرى " أي للجنة . وقيل : نوفقك للشريعة اليسرى ، وهي الحنيفية السمحة السهلة ، قال معناه الضحاك . وقيل : أي نهون عليك الوحي حتى تحفظه وتعمل به .



[1] يريد الألف في ( تنسى ) ، وأصلها الياء ( نسى ينسى ) .

19

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست