نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 17
( فجعله غثاء أحوى ) الغثاء : ما يقذف به السيل على جوانب الوادي من الحشيش والنبات والقماش [1] . وكذلك الغثاء ( بالتشديد ) . والجمع : الاغثاء ، قتادة : الغثاء : الشئ اليابس . ويقال للبقل والحشيش إذا تحطم ويبس : غثاء وهشيم . وكذلك للذي يكون حول الماء من القماش غثاء ، كما قال : كأن طمية [2] المجيمر غدوة * من السيل والاغثاء [3] فلكة مغزل وحكى أهل اللغة : غثا الوادي وجفا [4] . وكذلك الماء : إذا علاه من الزبد والقماش ما لا ينتفع به . والأحوى : الأسود ، أي أن النبات يضرب إلى الحوة من شدة الخضرة كالأسود . والحوة : السواد ، قال الأعشى : [5] لمياء في شفتيها حوة لعس * وفي اللثات وفي أنيابها شنب وفي الصحاح : والحوة : سمرة الشفة . يقال : رجل أحوى ، وامرأة حواء ، وقد حويت . وبعير أحوى إذا خالط خضرته سواد وصفرة . وتصغير أحوى أحيو ، في لغة من قال أسيود . ثم قيل : يجوز أن يكون " أحوى " حالا من " المرعى " ، ويكون المعنى : كأنه من خضرته يضرب إلى السواد ، والتقدير : أخرج المرعى أحوى ، فجعله غثاء يقال : قد حوي النبت ، حكاه الكسائي ، وقال :
[1] القماش ( بالضم ) : ما كان على وجه الأرض من فتات الأشياء . وقماش كل شئ : فتاته . [2] كذا رواه صاحب اللسان في ( طما ) ، وقال : طمية : جبل وفي بعض النسخ ومعلقة امرئ القيس : * كأن ذرا رأس المجيمر غدوة * وقد أشار التبريزي شارح المعلقة إلى الرواية الأولى . قال : " والمجيمر " : أرض لبني فزارة . وطمية : جبل في بلادهم . يقول : قد امتلأ المجيمر فكأن الجبل في الماء فلكة مغزل لما جمع السيل حوله من الغثاء . [3] في المعلقة : " الغثاء " قال التبريزي : ورواه الفراء " من السيل والاغثاء " : جمع الغثاء ، وهو قليل في الممدود . قال أبو جعفر : من رواه الاغثاء فقد أخطأ لان غثاء لا يجمع على أغثاء وإنما يجمع على أغثية لان أفعلة جمع الممدود وأفعالا جمع المقصور نحو رحا وأرحاء . [4] في الأصول : ( وانجفى ) ، وهو تحريف عن ( جفأ ) . والجفاء كغراب : ما يرمى به الوادي . [5] كذا في جميع نسخ الأصل وهو خطأ . والبيت لذي الرمة كما في ديوانه واللسان . والياء من الشفاء : اللطيفة القليلة الدم . واللعس ( بفتحتين ) لون الشفة إذا كانت تضرب إلى السواد قليلا ، وذلك يستملح . والشنب : برودة وعذوبة في ، ورقة في الأسنان .
17
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 17