نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 178
وأنك لا تظمأ فيها [1] ولا تضحى " [ طه : 118 - 119 ] . فكانت هذه الأشياء الأربعة - ما يسد به الجوع ، وما يدفع به العطش ، وما يستكن فيه من الحر ، ويستر به عورته - لآدم عليه السلام بالاطلاق ، لا حساب عليه فيها ، لأنه لابد له منها . قلت : ونحو هذا ذكره القشيري أبو نصر ، قال : إن مما لا يسأل عنه العبد لباسا يواري سوأته ، وطعاما يقيم صلبه ، ومكانا يكنه من الحر والبرد . قلت : وهذا منتزع من قوله عليه السلام : ( ليس لابن آدم حق في سوى هذه الخصال : بيت يسكنه ، وثوب يواري عورته ، وجلف الخبز والماء ) خرجه الترمذي . وقال النضر بن شميل : جلف الخبز : ليس معه إدام . وقال محمد بن كعب : النعيم : هو ما أنعم الله علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم . وفي التنزيل : " لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم " [2] [ آل عمران : 164 ] . وقال الحسن أيضا والمفضل : هو تخفيف الشرائع ، وتيسير القرآن ، قال الله تعالى : " وما جعل عليكم في الدين من حرج " [3] [ الحج : 78 ] ، وقال تعالى : " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر " [4] [ القمر : 17 ] . قلت : وكل هذه نعم ، فيسأل العبد عنها : هل شكر ذلك أم كفر . والأقوال المتقدمة أظهر . والله أعلم . تفسير سورة " والعصر " وهي مكية . وقال قتادة مدنية وروى عن ابن عباس . وهي ثلاث آيات . بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى : والعصر ( 1 ) فيه مسألتان : الأولى : قوله تعالى : " والعصر " أي الدهر ، قاله ابن عباس وغيره . فالعصر مثل الدهر ، ومنه قول الشاعر : سبيل الهوى وعر وبحر الهوى غمر * ويوم الهوى شهر وشهر الهوى دهر
[1] آية 118 ، 119 سورة طه . [2] آية 164 سورة آل عمران . [3] آية 78 سورة الحج . [4] آية 17 سورة القمر .
178
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 178