responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 177


تبشير بأن يجمع له بين نعيم الدنيا ونعيم الآخرة . وسؤال الكافر تقريع أن قابل نعيم الدنيا بالكفر والمعصية . وقال قوم : هذا السؤال عن كل نعمة ، إنما يكون في حق الكفار ، فقد روي أن أبا بكر لما نزلت هذه الآية قال : يا رسول الله ، أرأيت أكلة أكلتها معك في بيت أبي الهيثم بن التيهان ، من خبز شعير ولحم وبسر قد ذنب [1] ، وماء عذب ، أتخاف علينا أن يكون هذا من النعيم الذي نسأل عنه ؟ فقال عليه السلام : ( ذلك للكفار ، ثم قرأ : " وهل يجازي إلا الكفور " [2] [ سبأ : 17 ] . ذكره القشيري أبو نصر . وقال الحسن : لا يسأل عن النعيم إلا أهل النار . وقال القشيري : والجمع بين الاخبار : أن الكل يسألون ، ولكن سؤال الكفار توبيخ ، لأنه قد ترك الشكر . وسؤال المؤمن سؤال تشريف ، لأنه شكر . وهذا النعيم في كل نعمة .
قلت : هذا القول حسن ، لان اللفظ يعم . وقد ذكر الفريابي قال : حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ، في قوله تعالى : " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " قال : كل شئ من لذة الدنيا . وروى أبو الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله تعالى ليعدد نعمه على العبد يوم القيامة ، حتى يعد عليه : سألتني فلانة أن أزوجكها ، فيسميها باسمها ، فزوجتكها ) . وفي الترمذي عن أبي هريرة قال : لما نزلت هذه الآية :
" ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " قال الناس : يا رسول الله ، عن أي النعيم نسأل ؟ فإنما هما الأسودان [3] والعدو حاضر ، وسيوفنا على عواتقنا . قال : ( إن ذلك سيكون ) . وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أول ما يسأل عنه يوم القيامة - يعني العبد - أن يقال له : ألم نصح لك جسمك ، ونرويك من الماء البارد ) قال : حديث ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا كان يوم القيامة دعا الله بعبد من عباده ، فيوقفه بين يديه ، فيسأله عن جاهه كما يسأله عن ماله ) . والجاه من نعيم الدنيا لا محالة . وقال مالك رحمه الله : إنه صحة البدن ، وطيب النفس . وهو القول السابع .
وقيل : النوم مع الامن والعافية . وقال سفيان بن عيينة : إن ما سد الجوع وستر العورة من خشن الطعام واللباس ، لا يسأل عنه المرء يوم القيامة ، وإنما يسأل عن النعيم . قال :
والدليل عليه أن الله تعالى أسكن آدم الجنة . فقال له : " إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى .



[1] أي بدأ فيه الأرطاب .
[2] آية 17 سورة سبأ وهذه قراءة نافع .
[3] الأسودان : التمر والماء .

177

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست