responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 176


وقد ذكر أبو نعيم الحافظ ، عن أبي عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال :
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا ، فخرجت إليه ، ثم مر بأبي بكر فدعاه ، فخرج إليه ، ثم مر بعمر فدعاه ، فخرج إليه ، فانطلق حتى دخل حائطا لبعض الأنصار ، فقال لصاحب الحائط : ( أطعمنا بسرا ) فجاء بعذق ، فوضعه فأكلوا ، ثم دعا بماء فشرب ، فقال : ( لتسألن عن هذا يوم القيامة ) قال : وأخذ عمر العذق ، فضرب به الأرض حتى تناثر البسر نحو وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا رسول الله ، إنا لمسؤولون عن هذا يوم القيامة ؟ قال : ( نعم إلا من ثلاث : كسرة يسد بها جوعته ، أو ثوب يستر به عورته ، أو حجر يأوي فيه من الحر والقر ) .
واختلف أهل التأويل في النعيم المسؤول عنه على عشرة أقوال :
أحدها : الامن والصحة ، قاله ابن مسعود . الثاني - الصحة والفراغ ، قاله سعيد بن جبير .
وفي البخاري عنه عليه السلام : ( نعمتان [1] مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ) . الثالث - الادراك بحواس السمع والبصر ، قاله ابن عباس . وفي التنزيل : " إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان [2] عنه مسؤولا " [ الاسراء : 36 ] . وفي الصحيح عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يؤتي بالعبد يوم القيامة ، فيقول له : ألم أجعل لك سمعا وبصرا ، ومالا وولدا . . . ) ، الحديث . خرجه الترمذي وقال فيه : حديث حسن صحيح . الرابع - ملاذ المأكول والمشروب قاله جابر بن عبد الله الأنصاري . وحديث أبي هريرة يدل عليه . الخامس - أنه الغداء والعشاء ، قاله الحسن . السادس - قول مكحول الشامي - : أنه شبع البطون وبارد الشراب ، وظلال المساكن ، واعتدال الخلق ، ولذة النوم . ورواه زيد بن أسلم عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لتسألن يومئذ عن النعيم ) يعني عن شبع البطون . . . ) .
فذكره . ذكره الماوردي ، وقال : وهذا السؤال يعم الكافر والمؤمن ، إلا أن سؤال المؤمن



[1] أي ذو خسران فيهما . والنعمة : ما يتنعم به الانسان ويستلذه . والغبن : أن يشتري بأضعاف الثمن . أو يبيع بدون ثمن المثل . فمن صح بدنه : وتفرغ من الاشغال العائقة ولم يسع لصلاح آخرته فهو كالمغبون في البيع . والمقصود : بيان أن غالب الناس لا ينتفعون بالصحة والفراغ ، بل يصرفونهما في غير محالهما . ( عن شرح سنن ابن ماجة ) .
[2] آية 36 سورة الإسراء .

176

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست