نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 175
والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما قوما ) فقاما معه ، فأتى رجلا من الأنصار ، فإذا هو ليس في بيته ، فلما رأته المرأة قالت : مرحبا وأهلا . فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أين فلان ) ؟ قالت : يستعذب لنا من الماء ، إذ جاء الأنصاري ، فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ، ثم قال : الحمد لله ! ما أحد اليوم أكرم أضافيا مني . قال : فانطلق ، فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب ، فقال : كلوا من هذه . وأخذ المدية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إياك والحلوب ) فذبح لهم ، فأكلوا من الشاة ، ومن ذلك العذق ، وشربوا ، فلما أن شبعوا ورووا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر : ( والذي نفسي بيده لتسألن عن نعيم هذا اليوم ، يوم القيامة ، أخرجكم من بيوتكم الجوع ، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم ) . خرجه الترمذي ، وقال [ فيه ] : ( هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة : ظل بارد ، ورطب طيب ، وماء بارد ) وكنى الرجل الذي من الأنصار ، فقال : أبو الهيثم ابن التيهان . وذكر قصته . قلت : أسم هذا الرجل الأنصاري مالك بن التيهان ، ويكنى أبا الهيثم . وفي هذه القصة يقول عبد الله بن رواحة ، يمدح بها أبا الهيثم بن التيهان : فلم أر كالاسلام عزا لامة * ولا مثل أضياف الأراشي [1] معشرا نبي وصديق وفاروق أمة * وخير بني [2] حواء فرعا وعنصرا فوافوا لميقات وقدر قضية * وكان قضاء الله قدرا [3] مقدرا إلى رجل نجد يباري بجوده * شموس الضحى جودا ومجدا ومفخرا وفارس خلق الله في كل غارة * إذا لبس القوم الحديد المسمرا ففدى وحيا ثم أدنى قراهم * فلم يقرهم إلا سمينا متمرا [4]
[1] كذا في جميع نسخ الأصل . [2] في نسخة من الأصل : ( وخير نبي جاء ) . [3] في نسخة من الأصل : ( أمرا ) . [4] المقطع .
175
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 175