responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 173


تعلمون " ، إذا نزل بكم الموت ، وجاءتكم رسل لتنزع أرواحكم . " ثم كلا سوف تعلمون " :
إذا دخلتم قبوركم ، وجاءكم منكر ونكير ، وحاط بكم هول السؤال ، وانقطع منكم الجواب .
قلت : فتضمنت السورة القول في عذاب القبر . وقد ذكرنا في كتاب " التذكرة " أن الايمان به واجب ، والتصديق به لازم ، حسبما أخبر به الصادق ، وأن الله تعالى يحيي العبد المكلف في قبره ، برد الحياة إليه ، ويجعل له من العقل في مثل الوصف الذي عاش عليه ، ليعقل ما يسأل عنه ، وما يجيب به ، ويفهم ما أتاه من ربه ، وما أعد له في قبره ، من كرامة وهوان .
وهذا هو مذهب أهل السنة ، والذي عليه الجماعة من أهل الملة . وقد ذكرناه هناك مستوفي ، والحمد لله ، وقيل : " كلا سوف تعلمون " عند النشور أنكم مبعوثون " ثم كلا سوف تعلمون " في القيامة أنكم معذبون . وعلى هذا تضمنت أحوال القيامة من بعث وحشر ، وسؤال وعرض ، إلى غير ذلك من أهوالها وأفزاعها ، حسب ما ذكرناه في كتاب " التذكرة ، بأحوال الموتى وأمور الآخرة " . وقال الضحاك : " كلا سوف تعلمون " يعني الكفار ، " ثم كلا سوف تعلمون " : قال المؤمنون . وكذلك كان يقرؤها ، الأولى بالتاء والثانية بالياء .
قوله تعالى : كلا لو تعلمون علم اليقين ( 5 ) قوله تعالى : ( كلا لو تعلمون علم اليقين ) أعاد " كلا " وهو زجر وتنبيه ، لأنه عقب كل واحد بشئ آخر ، كأنه قال : لا تفعلوا ، فإنكم تندمون ، لا تفعلوا ، فإنكم تستوجبون العقاب . وإضافة العلم إلى اليقين ، كقوله تعالى : " إن هذا لهو حق اليقين " ( 1 ) [ الواقعة : 95 ] . وقيل :
اليقين ها هنا : الموت ، قاله قتادة . وعنه أيضا : البعث ، لأنه إذا جاء زال الشك ، أي لو تعلمون علم البعث وجواب " لو " محذوف ، أي لو تعلمون اليوم من البعث ما تعلمونه إذا جاءتكم نفخة الصور ، وانشقت اللحود عن جثثكم ، كيف يكون حشركم ؟ لشغلكم ذاك عن التكاثر بالدنيا . وقيل : " كلا لو تعلمون علم اليقين " أي لو ( 2 ) قد تطايرت الصحف ، فشقي وسعيد .


( 1 ) آية 95 سورة الواقعة . ( 2 ) كذا في نسخ الأصل .

173

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست