نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 14
وقيل : نزه ربك عن السوء ، وعما يقول فيه الملحدون . وذكر الطبري أن المعنى نزه اسم ربك عن أن تسمى به أحدا سواه . وقيل : نزه تسمية ربك وذكرك إياه ، أن تذكره إلا وأنت خاشع معظم ، ولذكره محترم . وجعلوا الاسم بمعنى التسمية ، والأولى أن يكون الاسم هو المسمى . روى نافع عن ابن عمر قال : لا تقل على اسم الله ، فإن اسم الله هو الاعلى . وروى أبو صالح عن ابن عباس : صل بأمر ربك الاعلى . قال : وهو أن تقول سبحان ربك الاعلى . وروي عن علي رضي الله عنه ، وابن عباس وابن عمر وابن الزبير وأبي موسى وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم : أنهم كانوا إذا افتتحوا قراءة هذه السورة قالوا : سبحان ربي الاعلى ، امتثالا لامره في ابتدائها . فيختار الاقتداء بهم في قراءتهم ، لا أن سبحان ربي الاعلى من القرآن ، كما قاله بعض أهل الزيغ . وقيل : إنها في قراءة أبي : " سبحان ربي الاعلى " . وكان ابن عمر يقرؤها كذلك . وفي الحديث : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأها قال : [ سبحان ربي الاعلى ] . قال أبو بكر الأنباري : حدثني محمد بن شهريار ، قال : حدثنا حسين بن الأسود ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد قال : حدثنا عيسى ابن عمر ، عن أبيه ، قال : قرأ علي بن أبي طالب عليه السلام في الصلاة " سبح اسم ربك الاعلى " ، ثم قال : سبحان ربي الاعلى ، فلما انقضت الصلاة قيل له : يا أمير المؤمنين ، أتزيد هذا في القرآن ؟ قال : ما هو ؟ قالوا : سبحان ربي الاعلى . قال : لا ، إنما أمرنا بشئ فقلته ، وعن عقبة بن عامر الجهني قال : لما نزلت " سبح اسم ربك الاعلى " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اجعلوها في سجودكم ) . وهذا كله يدل على أن الاسم هو المسمى ، لأنهم لم يقولوا : سبحان اسم ربك الاعلى . وقيل : إن أول من قال [ سبحان ربي الاعلى ] ميكائيل عليه السلام . وقال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل : ( يا جبريل أخبرني بثواب من قال : سبحان ربي الاعلى في صلاته أو في غير صلاته ) . فقال : ( يا محمد ، ما من مؤمن ولا مؤمنة يقولها في سجوده أو في غير سجوده ، إلا كانت له في ميزانه أثقل من العرش والكرسي وجبال الدنيا ، ويقول الله تعالى : صدق عبدي ، أنا فوق كل شئ ، وليس فوقي شئ ، اشهدوا يا ملائكتي أني قد غفرت له ،
14
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 14