responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 15


وأدخلته الجنة فإذا مات زاره ميكائيل كل يوم ، فإذا كان يوم القيامة حمله على جناحه ، فأوقفه بين يدي الله تعالى ، فيقول : يا رب شفعني فيه ، فيقول قد شفعتك فيه ، فاذهب به إلى الجنة ) .
وقال الحسن : " سبح اسم ربك الاعلى " أي صل لربك الاعلى . وقيل : أي صل بأسماء الله ، لا كما يصلي المشركون بالمكاء والتصدية [1] . وقيل : ارفع صوتك بذكر ربك . قال جرير :
قبح الاله وجوه تغلب كلما * سبح الحجيج وكبروا تكبيرا قوله تعالى : الذي خلق فسوى [2] والذي قدر فهدى [3] والذي أخرج المرعى [4] فجعله غثاء أحوى ( 5 ) قوله تعالى : ( الذي خلق فسوى ) قد تقدم معنى التسوية في " الانفطار " وغيرها ( 2 ) .
أي سوى ما خلق ، فلم يكن في خلقه تثبيج ( 3 ) . وقال الزجاج : أي عدل قامته . وعن ابن عباس :
حسن ما خلق . وقال الضحاك : خلق آدم فسوى خلقه . وقيل : خلق في أصلاب الآباء ، وسوى في أرحام الأمهات . وقيل : خلق الأجساد ، فسوى الافهام . وقيل : أي خلق الانسان وهيأه للتكليف . ( الذي قدر فهدى ) قرأ علي رضي الله عنه السلمي والكسائي " قدر " مخففة الدال ، وشدد الباقون . وهما بمعنى واحد . أي قدر ووفق لكل شكل شكله .
" فهدى " أي أرشد . قال مجاهد : قدر الشقاوة والسعادة ، وهدى للرشد والضلالة . وعنه قال : هدى الانسان للسعادة والشقاوة ، وهدى الانعام لمراعيها . وقيل : قدر أقواتهم وأرزاقهم ، وهداهم لمعاشهم إن كانوا إنسا ، ولمراعيهم إن كانوا وحشا . وروي عن ابن عباس والسدي ومقاتل والكلبي في قوله " فهدى " قالوا : عرف خلقه كيف يأتي الذكر الأنثى ، كما قال في ( طه ) : " أعطى كل شئ خلقه ثم هدى " ( 4 ) [ طه : 50 ] أي الذكر للأنثى . وقال عطاء :
جعل لكل دابة ما يصلحها ، وهداها له . وقيل : خلق المنافع في الأشياء ، وهدى الانسان لوجه



[1] المكاء : الصفير . والتصدية التصفيق . قال ابن عباس : " كانت قريش تطوف بالبيت عراة يصفقون ويصفرون ، فكان ذلك عبادة في ظنهم " .
[2] راجع ج 19 ص 224 .
[3] التثبيج : التخليط .
[4] آية 50 .

15

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست