responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 131


سميت بذلك لان من لم يكن له قدر ولا خطر يصير في هذه الليلة ذا قدر إذا أحياها . وقيل :
سميت بذلك لأنه أنزل فيها كتابا ذا قدر ، على رسول ذي قدر ، على أمة ذات قدر . وقيل :
لأنه ينزل فيها ملائكة ذوو قدر وخطر . وقيل : لان الله تعالى ينزل فيها الخير والبركة والمغفرة .
وقال سهل : سميت بذلك لان الله تعالى قدر فيها الرحمة على المؤمنين . وقال الخليل : لان الأرض تضيق فيها بالملائكة ، كقوله تعالى : " ومن قدر عليه رزقه " [1] [ الطلاق : 7 ] أي ضيق .
قوله تعالى : وما أدراك ما ليلة القدر [2] ليلة القدر خير من ألف شهر [3] قال الفراء : كل ما في القرآن من قوله تعالى : " وما أدراك " فقد أدراه . وما كان من قوله : " وما يدريك " [ الأحزاب : 63 ] فلم يدره . وقاله سفيان ، وقد تقدم ( 2 ) . ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) بين فضلها وعظمها . وفضيلة الزمان إنما تكون بكثرة ما يقع فيه من الفضائل .
وفي تلك الليلة يقسم الخير الكثير الذي لا يوجد مثله في ألف شهر . والله أعلم . وقال كثير من المفسرين : أي العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر . وقال أبو العالية : ليلة القدر خير من ألف شهر لا تكون فيه ليلة القدر . وقيل : عنى بألف شهر جميع الدهر ، لان العرب تذكر الألف في غاية الأشياء ، كما قال تعالى : " يود أحدهم لو يعمر ألف سنة " ( 3 ) [ البقرة : 96 ] يعني جميع الدهر . وقيل : إن العابد كان فيما مضى لا يسمى عابدا حتى يعبد الله ألف شهر ، ثلاثا وثمانين سنة وأربعة أشهر ، فجعل الله تعالى لامة محمد صلى الله عليه وسلم عبادة ليلة خيرا من ألف شهر كانوا يعبدونها . وقال أبو بكر الوراق : كان ملك سليمان خمسمائة شهر ، وملك ذي القرنين خمسمائة شهر فصار ملكهما ألف شهر ، فجعل الله تعالى العمل في هذه الليلة لمن أدركها خيرا من ملكهما . وقال ابن مسعود : إن النبي صلى الله



[1] آية 7 سورة الطلاق .
[2] راجع ج 18 ص 257 و ج 19 ص 247 وص 3 من هذا الجزء .
[3] آية 96 سورة البقرة .

131

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست