نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 130
الشعبي : المعنى إنا ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر . وقيل : بل نزل به جبريل عليه السلام جملة واحدة في ليلة القدر ، من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا ، إلى بيت العزة ، وأملاه جبريل على السفرة [1] ، ثم كان جبريل ينزله على النبي صلى الله عليه وسلم نجوما [2] نجوما . وكان بين أوله وآخره ثلاث وعشرون سنة ، قاله ابن عباس ، وقد تقدم في سورة " البقرة " [3] . وحكى الماوردي عن ابن عباس قال : نزل القرآن في شهر رمضان ، وفي ليلة القدر ، في ليلة مباركة ، جملة واحدة من عند الله ، من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا ، فنجمته السفرة الكرام الكاتبون على جبريل عشرين سنة ، ونجمه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة . قال ابن العربي : " وهذا باطل ، ليس بين جبريل وبين الله واسطة ، ولا بين جبريل ومحمد عليهما السلام واسطة " . قوله تعالى : ( في ليلة القدر ) قال مجاهد : في ليلة الحكم . ( وما أدراك ما ليلة القدر ) قال : ليلة الحكم . والمعنى ليلة التقدير ، سميت بذلك لان الله تعالى يقدر [4] فيها ما يشاء من أمره ، إلى مثلها من السنة القابلة ، من أمر الموت والأجل والرزق وغيره . ويسلمه إلى مدبرات الأمور ، وهم أربعة من الملائكة : إسرافيل ، وميكائيل ، وعزرائيل ، وجبريل . عليهم السلام . وعن ابن عباس قال : يكتب من أم الكتاب ما يكون في السنة من رزق ومطر وحياة وموت ، حتى الحاج . قال عكرمة : يكتب حاج بيت الله تعالى في ليلة القدر بأسمائهم وأسماء آبائهم ، ما يغادر منهم أحد ، ولا يزاد فيهم . وقاله سعيد بن جبير . وقد مضى في أول سورة " الدخان " [5] هذا المعنى . وعن ابن عباس أيضا : أن الله تعالى يقضي الأقضية في ليلة نصف شعبان ، ويسلمها إلى أربابها في ليلة القدر . وقيل : إنما سميت بذلك لعظمها وقدرها وشرفها ، من قولهم : لفلان قدر ، أي شرف ومنزلة . قاله الزهري وغيره . وقيل : سميت بذلك لان للطاعات فيها قدرا عظيما ، وثوابا جزيلا . وقال أبو بكر الوراق :
[1] السفرة : هم الملائكة جمع سافر . والسافر في الأصل : الكاتب سمى به لأنه يبين الشئ ويوضحه . [2] يعني جزءا جزءا الآية والآيتين . [3] راجع ج 2 ص 297 طبعة ثانية . [4] يريد أنه يظهر ما قضاه في الأزل من الأمور لا أنه يقدر ابتداء . [5] راجع ج 16 ص 125
130
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 130