نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 132
عليه وسلم ذكر رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر ، فعجب المسلمون من ذلك ، فنزلت " إنا أنزلناه " [ الدخان : 3 ] الآية . " خير من ألف شهر " ، التي لبس فيها الرجل سلاحه في سبيل الله . ونحوه عن ابن عباس . وهب بن منبه : إن ذلك الرجل كان مسلما ، وإن أمه جعلته نذرا لله ، وكان من قرية قوم يعبدون الأصنام ، وكان سكن قريبا منها ، فجعل يغزوهم وحده ، ويقتل ويسبي ويجاهد ، وكان لا يلقاهم إلا بلحيي بعير ، وكان إذا قاتلهم وقاتلوه وعطش ، انفجر له من اللحيين [1] ماء عذب ، فيشرب منه ، وكان قد أعطى قوة في البطش ، لا يوجعه حديد ولا غيره : وكان اسمه شمسون . وقال كعب الأحبار : كان رجلا ملكا في بني إسرائيل ، فعل خصلة واحدة ، فأوحى الله إلى نبي زمانهم : قل لفلان يتمنى . فقال : يا رب أتمنى أن أجاهد بمالي وولدي ونفسي ، فرزقه الله ألف ولد ، فكان يجهز الولد بماله في عسكر ، ويخرجه مجاهدا في سبيل الله ، فيقوم شهرا ويقتل ذلك الولد ، ثم يجهز آخر في عسكر ، فكان كل ولد يقتل في الشهر ، والملك مع ذلك قائم الليل ، صائم النهار ، فقتل الألف [2] ولد في ألف شهر ، ثم تقدم فقاتل فقتل . فقال الناس : لا أحد يدرك منزلة هذا الملك ، فأنزل الله تعالى : " ليلة القدر خير من ألف شهر " من شهور ذلك الملك ، في القيام والصيام والجهاد بالمال والنفس والأولاد في سبيل الله . وقال علي وعروة : ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أربعة من بني إسرائيل ، فقال ( عبدوا الله ثمانين سنة ، لم يعصوه طرفة عين ) ، فذكر أيوب وزكريا ، وحزقيل بن العجوز ويوشع بن نون ، فعجب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك . فأتاه جبريل فقال : يا محمد عجبت أمتك من عبادة هؤلاء النفر ثمانين سنة لم يعصوا الله طرفة عين ، فقد أنزل الله عليك خيرا من ذلك ، ثم قرأ : " إنا أنزلناه في ليلة القدر " . فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال مالك في الموطأ من رواية ابن القاسم وغيره : سمعت
[1] اللحى ( بفتح اللام وتشديدها وسكون الحاء ) : عظم الحنك وهو الذي عليه الأسنان . وعبارة الطبري في تاريخه ( طبع أوربا قسم أول ص 794 ) : " وكان إذا لقيهم لقيهم بلحى بعير ، لا يلقاهم بغيره : فإذا قاتلوه وقاتلهم . وتعب وعطش انفجر له من الحجر الذي في اللحى ماء عذب . . . الخ " . بإفراد " اللحى " في الموضعين . [2] كذا في الأصل والمعروف في العربية أن البصريين قالوا : ما كان من العدد مضافا أدخل الألف واللام في آخره فقط وأجاز الكوفيون إدخال الألف واللام على الأول والثاني وعلى ذلك فيقال هنا : ألف الولد أو الألف الولد .
132
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 132