responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 12


قوله تعالى : فمهل الكافرين أمهلهم رويدا ( 17 ) قوله تعالى : " فمهل الكافرين " أي أخرهم ، ولا تسأل الله تعجيل إهلاكهم ، وارض بما يدبره ( 1 ) في أمورهم . ثم نسخت بآية السيف " فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم " [ التوبة : 5 ] ( 2 ) .
" أمهلهم " تأكيد . ومهل وأمهل : بمعنى ، مثل نزل وأنزل . وأمهله : أنظره ، ومهله تمهيلا ، والاسم : المهلة . والاستمهال : الاستنظار . وتمهل في أمره أي اتأد . واتمهل اتمهلالا :
أي اعتدل وانتصب . والاتمهلال أيضا : سكون وفتور . ويقال : مهلا يا فلان ، أي رفقا وسكونا . " رويدا " أي قريبا ، عن ابن عباس . قتادة : قليلا . والتقدير : أمهلهم إمهالا قليلا . والرويد في كلام العرب : تصغير رود . وكذا قاله أبو عبيد . وأنشد :
* كأنها ثمل يمشي على رود ( 3 ) * أي على مهل . وتفسير " رويدا " : مهلا ، وتفسير ( رويدك ) : أمهل ، لان الكاف إنما تدخله إذا كان بمعنى أفعل دون غيره ، وإنما حركت الدال لالتقاء الساكنين ، فنصب نصب المصادر ، وهو مصغر مأمور به ، لأنه تصغير الترخيم من إرواد ، وهو مصدر أرود يرود . وله أربعة أوجه : اسم للفعل ، وصفة ، وحال ، ومصدر ، فالاسم نحو قولك : رويد عمرا ، أي أرود عمرا ، بمعنى أمهله . والصفة نحو قولك : ساروا سيرا رويدا . والحال نحو قولك : سار القوم رويدا ، لما اتصل بالمعرفة صار حالا لها . والمصدر نحو قولك : رويد عمرو بالإضافة ، كقوله تعالى : " فضرب الرقاب " ( 4 ) [ محمد : 4 ] . قال جميعه الجوهري . والذي في الآية من هذه الوجوه أن يكون نعتا للمصدر ، أي إمهالا رويدا . ويجوز أن يكون للحال ، أي أمهلهم غير مستعجل لهم العذاب . ختمت السورة .


( 1 ) في بعض النسخ " يريده " . ( 2 ) آية 5 سورة التوبة . ( 3 ) هذا عجز بيت للجموح الظفري . وصدره : * تكاد لا تثلم البطحاء وطأتها * ( 4 ) آية 4 سورة محمد .

12

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست