نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 11
وقال عبد الرحمن بن زيد : الشمس والقمر والنجوم يرجعن في السماء ، تطلع من ناحية وتغيب في أخرى . وقيل : ذات الملائكة ، لرجوعهم إليها بأعمال العباد . وهذا قسم . ( والأرض ذات الصدع ) قسم آخر ، أي تتصدع عن النبات والشجر والثمار والأنهار ، نظيره " ثم شققنا الأرض شقا " [1] [ عبس : 26 ] . . . الآية . والصدع : بمعنى الشق ، لأنه يصدع الأرض ، فتنصدع به . وكأنه قال : والأرض ذات النبات ، لان النبات صادع للأرض . وقال مجاهد : والأرض ذات الطرق التي تصدعها المشاة . وقيل : ذات الحرث ، لأنه يصدعها . وقيل : ذات الأموات : لانصداعها عنهم للنشور . ( إنه لقول فصل ) على هذا وقع القسم . أي إن القرآن يفصل بين الحق والباطل . وقد تقدم في مقدمة الكتاب [2] ما رواه الحارث عن علي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ كتاب فيه خبر ما قبلكم وحكم ما بعدكم ، هو الفصل ، ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ] . وقيل : المراد بالقول الفصل : ما تقدم من الوعيد في هذه السورة ، من قوله تعالى : " إنه على رجعه لقادر . يوم تبلى السرائر " . ( وما هو بالهزل ) أي ليس القرآن بالباطل واللعب . والهزل : ضد الجد ، وقد هزل يهزل . قال الكميت . * يجد بنا في كل يوم ونهزل [3] * " إنهم " أي إن أعداء الله " يكيدون كيدا " أي يمكرون بمحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكرا . ( وأكيد كيدا ) أي أجازيهم جزاء كيدهم . وقيل : هو ما أوقع الله بهم يوم بدر من القتل والأسر . وقيل : كيد الله : استدراجهم من حيث لا يعلمون . وقد مضى هذا المعنى في أول " البقرة " ، عند قوله تعالى : " الله يستهزئ بهم " [ البقرة : 15 ] . مستوفي [4] .
[1] آية 26 سورة عبس . [2] راجع ج 1 ص 5 طبعة ثانية أو ثالثة . [3] صدر البيت : * أرانا على حب الحياة وطولها * [4] راجع ج 1 ص 208 طبعة ثانية أو ثالثة .
11
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 11