نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 105
الآخر بمنقاره فيه فغسله ) . وفي حديث آخر قال : [ جاءني ملك فشق عن قلبي ، فاستخرج منه عذرة [1] ، وقال : قلبك وكيع ، وعيناك بصيرتان ، وأذناك سميعتان ، أنت محمد رسول الله ، لسانك صادق ، ونفسك مطمئنة ، وخلقك قثم ، وأنت قيم ] . قال أهل اللغة : قوله [ وكيع أي يحفظ ما يوضع فيه . يقال : سقاء وكيع ، أي قوي يحفظ ما يوضع فيه . واستوكعت معدته ، أي قويت وقوله : [ قثم ] أي جامع . يقال : رجل قثوم للخير ، أي جامع له . ومعنى " ألم نشرح " قد شرحنا ، الدليل ، على ذلك قوله في النسق عليه : " ووضعنا عنك وزرك " ، فهذا عطف على التأويل ، لا على التنزيل ، لأنه لو كان على التنزيل لقال : ونضع عنك وزرك . فدل هذا على أن معنى " ألم نشرح " : قد شرحنا . و " لم " جحد ، وفي الاستفهام طرف من الجحد ، وإذا وقع جحد ، رجع إلى التحقيق ، كقوله تعالى : " أليس الله بأحكم الحاكمين " [2] [ التين : 8 ] . ومعناه : الله أحكم الحاكمين . وكذا " أليس الله بكاف عبده " [3] [ الزمر : 36 ] . ومثله قول جرير يمدح عبد الملك ابن مروان : ألستم خير من ركب المطايا * وأندى العالمين بطون راح المعنى : أنتم كذا . قوله تعالى : ووضعنا عنك وزرك ( 2 ) الذي أنقض ظهرك ( 3 ) قوله تعالى : ( ووضعنا عنك وزرك ) أي حططنا عنك ذنبك . وقرأ أنس " وحللنا ، وحططنا " . وقرأ ابن مسعود : " وحللنا عنك وقرك " . هذه الآية مثل قوله تعالى : " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " ( 4 ) [ الفتح : 2 ] . قيل : الجميع كان قبل النبوة . والوزر : الذنب ، أي وضعنا عنك ما كنت فيه من أمر الجاهلية ، لأنه كان صلى الله عليه وسلم في كثير من مذاهب قومه ، وإن لم يكن عبد صنما ولا وثنا . قال قتادة والحسن والضحاك : كانت للنبي صلى الله عليه وسلم ذنوب أثقلته ، فغفرها الله له " الذي أنقض ظهرك " أي أثقله حتى سمع
[1] كذا في بعض نسخ الأصل . وفي بعضها الآخر : ( غدرة ) بالغين المعجمة والدال المهملة . ولم نقف على هذا اللفظ لغير القرطبي . ولعله محرف عن ( علقة ) . [2] آية 8 سورة التين . [3] آية 36 سورة الزمر .
105
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 105