نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 4 صفحه : 98
والغوغاء في طرقاتها : يا فرعون ، قد جاء موسى ، وكان صالح بن وصيف قد نفر عن المهتدي حين علم بموافاة موسى ، وقال : إن المهتدي راسل موسى في السر في المسير إلى سامرا ، والشخوص إليها ، وكاتبه في ظاهر الأمر وراسله أن لا يقدم ، وكان رجل من قواد الأتراك يقال له بايكيال قد غلب على الأمر أيضاً ، وترأس ، فدخل موسى سامرا حتى انتهى إلى مجلس المهتدي وهو جالس للمظالم ، والدار غاصَّةٌ بخواص الناس وعوامهم ، فشرع أصحاب موسى فدخلوا الدار ، وجعلوا يخرجون العامة منها بأشد ما يكون من الضرب بالدبابيس والطبرزينات والعسف ، فضجت العامة ، فقام المهتدي منكراً عليهم فعلهم بمن في الدار ، فلم يرجعوا عما هم عليه ، فتنحَّى مغضباً ، فقدم إليه فرس فركب وقد استشعر منهم الغدر ، فمضى به الى دار يارجوج ، وقد كان موسى بن بُغا انصرف عن دار المهتدي لما نظر الى ضَجَّة العامة فيها ، فنزل تلك الدار ، فسير بالمهتدي إليها ، فأقام فيها ثلاثاً عند موسى ابن بُغا فأخذ عليه موسى العهود والمواثيق ألا يغدر به ، وكان أكثر الجيش مع موسى بن بُغا وكان فيه ديانة وتقشف ، حتى إن الجند تأسَّوْا به ، ولم يكن يشرب النبيذ ، وكان المهتدي في أخلاقه شراسة ، فنافر موسى ، وكاد الأمر أن ينفرج ، والحال أن يتسع [1] ، غير أن موسى تعطف عليه ، وأعملا الحيلة في قتل صالح بن وصيف ، وخاف موسى أن يكون صالح بن وصيف يعمل الحيلة عليهم في حال اختفائه ، فبثَّ في طلبه العيون ، حتى وقع عليه ، فلما علم صالح هجومهم عليه قاتل ومانع عن نفسه فقتل واحتز رأسه وأتي به الى موسى بن بُغا ، ومنهم من رأى أنه أحمي له حمام وأدخل اليه فمات فيه ، على حسب ما فعل بالمعتز . مقتل المهتدي : وقوي أمر مساور الشاري ودنا في عسكره من سامرا ، وعم الناس بالأذى ، وانقطعت السابلة ، وظهرت الأعراب ، فأخرج المهتدي با لله