نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 4 صفحه : 99
موسى بن بُغا وبايكيال الى حرب الشاري ، وخرج معهما فشيعهما ، ثم قفلا من غير أن يلقيا شراً ، فلما استشعر المهتدي رجوعهما خرج فعسكر بجسر سامرا في جمع من المغاربة والفراغنة وغيرهم من الرسوم ليحارب بايكيال وقد قيل : إن بايكيال أقرأ موسى كتاباً للمهتدي بقتل موسى ، والفتك به ، وانه كتب الى موسى بمثل ذلك ، وإنهما علما بتضريب الأمر بينهما ، فرجعا عما خرجا اليه ، وأشرف بايكيال على المهتدي فانصرف موسى على ظهر سامرا متحرجاً لقتال المهتدي ، فكانت بين المهتدي وبين بايكيال حرب عظيمه قتل فيها خلق كثير من الناس وانكشف بايكيال واستظهر المهتدي عليه ، فخرج كمين بايكيال على المهتدي وفيه يارجوج التركي فولى المهتدي وأصحابه ، ودخل سامرا مستغيثا بالعامة مستنصراً بالناس يصيح في الاسواق فلا مغيث ، وقدامه اناس من الانصار ، فمضى مؤيساً من النصر الى دار ابن خيعونة بسامرا مختفياً ، فهجموا عليه وعزلوه ، وحملوه منها الى دار يارجوج ، وقيل له : أتريد ان تحمل الناس على سيرة عظيمة لم يعرفوها ؟ فقال : اريد ان احملهم على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل بيته والخلفاء الراشدين ، فقيل له : ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان مع قوم قد زهدوا في الدنيا ورغبوا في الآخرة كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم ، وأنت إنما رجالك ما بين تركي وخَزَري وفرغاني ومغربي وغير ذلك من أنواع الأعاجم لا يعلمون ما يجب عليهم من أمر آخرتهم ، وانما غرضهم ما استعجلوه من هذه الدنيا ، فكيف تحملهم على ما ذكرت من الواضحة ؟ فكثر منهم ومنه الكلام والمراجعة في هذا المعنى وأشباهه ، ثم انقادوا اليه على حسب ما ظهر للناس من ذلك ، فلما كاد الأمر أن يتم قام فيهم سليمان بن وهب الكاتب - وقيل : غيره - وقال : هذا سوء رأي منكم ، وخطأ في تدبيركم ، ان أعطاكم بلسانه فنيته فيكم غير هذا ، قال : وسيأتي عليكم جميعاً ، ويفرق جمعكم ، فلما سمعوا هذا القول استرجعوا وجاؤه
99
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 4 صفحه : 99