نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 4 صفحه : 106
لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولقرابتك منه ، فتهلَّل وجه الواثق وسره ، ثم قال له : أقم عندي آنس بك ، فقال : مكاني في ذلك الثغر انفع ، أنا شيخ كبير ، ولي حاجة ، قال : سَلْ ما بدا لك ، قال : يأذن أمير المؤمنين لي في الرجوع إلى الموضع الذي اخرجني منه هذا الظالم ، قال : قد أذنت لك ، وامر له بجائزة ، فلم يقبلها ، فرجعت من ذلك الوقت عن تلك المقالة ، واحسب ان الواثق رَجَعَ عنها . قال : وعرض على المهتدي يوماً دفاتر خزائن الكتب ، فإذا على ظهر كتاب منها هذه الأبيات قالها المعتز بالله وكتبها بخطه ، وهي : < شعر > اني عرفت علاج الطب من وجعي وما عرفت علاج الحب والخدع جزعت للحب ، والحمى صبرت لها اني لأعجب من صبري ومن جزعي من كان يشغله عن إلفه وجع فليس يشغلني عن حبكم وجعي وما املُّ حبيبي ، ليتني ابداً مع الحبيب ، ويا ليت الحبيب معي < / شعر > فقطب وجه المهتدي بالله وقال : حدَث وسلطان الشباب ، وكان المهتدي كثيراً ما ينشد البيت الأول من هذا الشعر . خبر نوف عن علي بن أبي طالب : وذكر محمد بن علي الربعي - وكان ممن يكثر ملازمة المهتدي وكان حسن المجلس ، عارفاً بأيام الناس وأخبارهم - قال : كنت أبايت في الليالي المهتدي ، فقال لي ذات ليلة : أتعرف خبر نوف الذي حكاه عن علي بن أبي طالب حين كان يبايته [1] ؟ قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، ذكر نوف قال : رأيت علياً رضي الله عنه ليلة قد اكثر الخروج والدخول والنظر الى السماء ، ثم قال لي : يا نوف ، أنائم أنت ؟ قال : قلت : بل رامق أرمق بعيني منذ الليلة يا أمير المؤمنين ، فقال لي : يا نوف ، طوبى للزاهدين في الدنيا ، الراغبين في الآخرة ، أولئك قوم اتخذوا ارض الله بساطاً ،