نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 4 صفحه : 105
اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركهم منه ؟ فأمسك أحمد ، فقال الشيخ : يا أمير المؤمنين هذه واحدة ، ثم قال له بعد ساعة : يا أحمد ، قال الله في كتابه العزيز : ( اليوم أكملت لكم دينكم ، وأتممت عليكم نعمتي ، ورضيت لكم الإسلام دينا ) فقلت أنت : لا يكون الدين تاماً إلا بمقالتكم بخلق القرآن ، فا لله أصدق في إكماله وإتمامه أو أنت في نقصانك ؟ فأمسك ، قال الشيخ : يا أمير المؤمنين وهذه ثانية ، ثم قال له بعد ساعة : أخبرني يا أحمد عن قول الله عز وجل في كتابه : ( يا أيها الرسول بَلِّغ ما أنزل إليك من ربك ) - الآية فمقالتك هذه التي دعوت الناس إليها مما بَلِّغه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة أم لا ، فأمسك ، فقال الشيخ : يا امير المؤمنين ، وهذه ثالثة ، ثم قال بعد ساعة : اخبرني يا احمد لما [1] علم رسول الله صلى الله عليه وسلم من مقالتك هذه التي دعوت الناس إليها ، والى القول بها من خلق القرآن أوَسِعَه ان امْسَك عنهم أم لا ؟ قال احمد : بل اتسع له ذلك ، فقال : وكذلك لأبي بكر وعمر ، وكذلك لعثمان ، وكذلك لعلي رضي الله عنهم ! قال : نعم ، فصرف وجهه الى الواثق وقال : يا امير المؤمنين ، إذا لم يتَّسع لنا ما اتَّسعَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه فلا وَسع الله علينا ، فقال الواثق : نعم لا وَسَّعَ الله علينا ان لم يتسع لنا ما اتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه ، ثم قال الواثق : اقطعوا قيده ، فلما فكوا قيده عنه جاذب عليه ، فقال الواثق : دعوه ، ثم قال للشيخ : لم جاذبت عليه ؟ قال : لأني عقدت في نيتي أن أجاذب عليه ، فإذا أخذته أوصيت أن يجعل بين كفني وبدني حتى أقول : يا رب ، سَلْ عبدك هذا لم قيدني ظلماً وأراع في اهلي ، فبكى الواثق ، وبكى الشيخ وكل من حضر ، ثم قال له الواثق : يا شيخ ، اجعلني في حِلٍّ فقال : يا أمير المؤمنين ، ما خرجت من منزلي حتى جعلتك في حل إعظاماً