نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 4 صفحه : 104
يدعو عليهم وأن يكفى شرهم . طرف من القول بخلق القرآن : وذكر صالح بن علي الهاشمي قال : حضرت يوماً من الأيام جلوس المهتدي للمظالم ، فرأيت من سهولة الوصول اليه ونفوذ الكتب عنه إلى النواحي فيما يتظلم به إليه ما استحسنته ، فأقبلت أرمقه ببصري ، إذ نظر في القصص فإذا رفع طرفه إلى أطرقت ، فكأنه علم ما في نفسي ، فقال لي : يا صالح ، أحسب أنّ في نفسك شيئاً تحب أن تذكره ، قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، فأمسك ، فلما فرغ من جلوسه أمرني أن لا أبرح ونهض ، فجلست جلوساً طويلًا ، ثم دعاني فدخلت إليه وهو على حصير الصلاة ، فقال لي : يا صالح ، أتحدثني بما في نفسك أو أحدثك به ؟ قلت : بل هو من أمير المؤمنين أحسن ، فقال : كأني بك قد استحسنت ما رأيت من مجلسنا ، فقلت : أي خليفة إن لم يكن يقول بخلق القرآن ، فقلت : نعم ، فقال : قد كنت على ذلك برهة من الدهر حتى أقدم على الواثق شيخ من أهل الفقه والحديث من أهل أذَنة من الثغر الشامي مقيد طُوال ، حسن الهيئة ، فسلم عليه غير هائب ، ودعا فأوجز ، فرأيت الحياء منه في حماليق عين الواثق والرحمة له ، فقال له : يا شيخ أجب أبا عبد الله أحمد بن أبي دؤاد فيما يسألك عنه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أحمد يقلُّ ويضعف عن المناظرة ، فرأيت الواثق قد صار في مكان الرقة والرحمة له غضباً ، فقال له : أبو عبد الله يضعف عن المناظرة ؟ فقال له : هوِّن عليك يا أمير المؤمنين أتأذن في كلامه ؟ فقال له لاواثق : قد أذنت لك ، فأقبل الشيخ على أحمد فقال له : يا أحمد ما ذا دعوت الناس إليه ؟ فقال : إلى القول بخلق القرآن ، فقال الشيخ : مقالتك هذه التي دعوت الناس إليها من القول بخلق القرآن ، داخلة في الدين فلا يكون الدين تاماً إلا بالقول بها ؟ قال : نعم ، قال الشيخ : رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الناس إليها أو تركهم ؟ قال : تركهم ، قال : فعلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لم يَعْلَمها ؟ قال : علمها ، قال : فلم دعوت الناس إلى ما لم يَدْعُهم
104
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 4 صفحه : 104