نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 4 صفحه : 103
وللطفيليين ، أخبار حسان مثل خبر بنان الطفيلي مع المتوكل في اللوزينج ، وما ابتدأ من العدد من الواحد الى ما فوقه من القران ، ولغيره منهم ما قد أتينا على ذكره في كتابينا « أخبار الزمان » والأوسط ، على الشرح والتمام والكمال ، وإنما نورد في هذا الكتاب لمعاً مما لم يتقدم له ذكر فيما سلف من كتبنا في هذا المعنى . سيرة المهتدي : وقد كان المهتدي بالله ذهب في أمره إلى القصد والدين ، فقرب العلماء ، ورفع من منازل الفقهاء ، وعمهم ببره ، وكان يقول : يا بني هاشم ، دَعوني حتى أسلك مسلك عمر بن عبد العزيز فأكون فيكم مثل عمر بن عبد العزيز في بني أمية ، وقلل من اللباس والفرش والمطعم والمشرب ، وأمر بإخراج آنية الذهب والفضة من الخزائن فكسرت وضربت دنانير ودراهم ، وعمد إلى الصور التي كانت في المجالس فمحيت ، وذبح الكباش التي كان يُناطَح بها بين يدي الخلفاء والديوك ، وقتل السباع المحبوسة ، ورفع بُسُط الديباج وكل فرش لم ترد الشريعة بإباحته ، وكانت الخلفاء قبله تنفق على موائدها في كل يوم عشرة آلاف درهم ، فأزال ذلك وجعل لمائدته وسائر مؤنه في كل يوم نحو مائة درهم ، وكان يواصل الصيام ، وقيل : إنه لما قتل استخرج رحله من الموضع الذي كان يأوي إليه ، فأصيب له سفط مقفل ، فتوهموا أن فيه مالًا أو جوهرا فلما فتح وجد فيه جبة صوف وغل ، وقيل : جبة شعر ، فسألوا من كان يخدمه ، فقال : كان إذا جن الليل لبسها ، وغُلّ نفسه ، وكان يركع ويسجد إلى أن يدركه الصباح ، وإنه كان ينام من الليل ساعة من بعد العشاء الآخرة ثم يقوم ، وإنه سمعه بعض من كان يأنس إليه قبل أن يقتل وقد صلى المغرب وقد دنا من إفطاره وهو يقول : اللهم إنه قد صَحَّ عن نبيك محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال : ثلاثة لا تحجب لهم دعوة عن الله : دعوة الإمام العادل ، وقد أجهدت نفسي في العدل على رعيتي ، ودعوة المظلوم ، وأنا مظلوم ، ودعوة الصائم حتى يفطر ، وأنا صائم ، وجعل
103
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 4 صفحه : 103