نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 97
مظلوميتها ، وكانت سببا مهما وبليغا في عروج روحها الطاهرة إلى الملكوت الأعلى صابرة محتسبة سلام الله عليها ، وهي غاضبة على الحكام الجدد في سلب حقها في فدك وغيرها ، بعد أن كان رسول الله قد أعطاها إياها وتصدق بها عليها ، وبما أفاء الله على أبيها ( ص ) بالمدينة وبخمس خيبر ، فقد رفض أبو بكر أن يعطيها شيئا ، ورد شهادة علي والحسنين ( ع ) . قضية فدك : . إن الحديث عن ميراث الزهراء ( ع ) طويل ومتشعب وذو شجون ، ولابد لنا من الإحجام عن التوسع والإفاضة ، ولكننا نلم به بما لا يمكن تجاوزه . ] فإن الله تعالى [ اختص حبيبه محمدا ( ص ) بملكية قسم من الأموال ومن تلكم الأموال ما يصطلح عليه ب ( الفئ ) ، وهو غنيمة أموال المشركين مصالحة ، من غير حرب أو مشاركة ، من مقاتلي المسلمين ، فتكون خالصة لرسول الله ( ص ) وفقا لما وردت عليه في القرآن الكريم ، حيث قال تعالى : ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى ، فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل . . . ) ( 1 ) . وقد قذف الله الرعب في قلوب أهل فدك بعد أن فرغ النبي من خيبر ، فصالحوه ، فملك ما ملك منها خالصا له ، لأنه لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب . وفي شواهد التنزيل للحسكاني ، وميزان الاعتدال للذهبي ، ومجمع الزوائد للهيثمي ، والدر المنثور للسيوطي ، ومنتخب كنز العمال ، واللفظ للأول عن أبي سعيد الخدري : لما نزلت ( وآت ذا القربى حقه ) ( 2 ) ، دعا النبي ( ص ) فاطمة وأعطاها فدكا . ولما قبض رسول الله ( ص ) ، وجلس أبو بكر مجلسه ، بعث إلى وكيل فاطمة ( ع ) في أرض فدك فأخرجه منها ، وصادر سائر ما أفاء الله على رسوله في المدينة ، وما بقي من سهم رسول الله ( ص ) بخيبر . ولتبيان آية الخمس وذوي القربى التي نزلت على الرسول ( ص ) ، ينبغي لنا إيضاحها أولا ، فقد نصت آية الخمس ، على أن الخمس لله ولرسوله ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ، ولنقف الآن على كلمة ( ذي القربى ) . إن شأن ذي القربى ، والقربى ، وأولي القربى ، في الكلام ، شأن الوالدين فيه ، فكما أن ذكر الوالدين أين ما جاء في الكلام قصد منه والدا المذكورين قبله ، ظاهرا أو مضمرا ، أو مقدرا ، كذلك القربى ، وأولوه وذووه . فمثال المذكور منها ظاهرا قبله : ( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين و لو كانوا أولي قربى ) ( 3 ) . فالمراد من أولي قربى هنا ، هم أولو قربى النبي ( ص ) ، وأولو قربى المؤمنين المذكورين ظاهرا قبل أولي قربى . وأما المثال المذكور مضمرا فقوله تعالى : ( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى ) ( 4 ) .