نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 96
يأتي عليا وفاطمة كل غداة ، فيقول : الصلاة ، الصلاة ، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ( 1 ) . روى ابن عباس قال : كنت أنا والعباس جالسين عند رسول الله ( ص ) ، إذ دخل علي بن أبي طالب فسلم ، فرد عليه رسول الله السلام ، وقام إليه وعانقه وقبل بين عينيه و أجلسه عن يمينه ، فقال العباس : يا رسول الله أتحب هذا ؟ فقال رسول الله ( ص ) : يا عم والله ، لله أشد حبا له مني ، إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه ، و جعل ذريتي في صلب هذا ( 2 ) . روي : إن النبي ( ص ) عاد فاطمة وهي مريضة ، فقال لها : كيف تجدينك يا بنية ؟ قالت : اني لوجعة ، وإنه ليزيدني أني مالي طعام آكله ، قال : يا بنية ، أما ترضين أنك سيدة نساء العالمين ؟ قالت : يا أبت فأين مريم بنت عمران ؟ قال : تلك سيدة نساء عالمها ، وأنت سيدة نساء عالمك ، أما والله لقد زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة ( 3 ) . قالت عائشة : كنت جالسة عند رسول الله ( ص ) فجاءت فاطمة تمشي ، كأن مشيتها مشية رسول الله ( ص ) فقال : مرحبا يا بنتي فأجلسها عن يمينه ، أو عن شماله ثم أسر إليها شيئا فبكت ، ثم أسر إليها ، فضحكت ، قالت قلت : ما رأيت ضحكا أقرب من بكاء ، أستخصك رسول الله ( ص ) بحديثه ثم تبكين ؟ قلت : أي شئ أسر إليك رسول الله ( ص ) قالت : ما كنت لأفشي سره ، فلما قبض ( ص ) سألتها ، قالت ] ع [ ، قال : إن جبرئيل ( ع ) كان يعارضني في كل عام مرة ، وإنه عارضني بهذا العام مرتين ، ولا أراه إلا قد حضر أجلي ، وإنك أول ] أهل [ بيتي لحوقا بي ، ونعم السلف أنالك ، فبكيت لذلك ، فقال : ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة أو نساء المؤمنين ؟ قالت : فضحكت لذلك ( 4 ) . ولم تعش الزهراء طويلا بعد أبيها ، وكما أخبرها ( ص ) أنها أول أهل بيته لحوقا به ، فقد اختلف المؤرخون في المدة التي عاشتها فاطمة بعد أبيها ، فذهب بعضهم إلى أنها عاشت خمسة وسبعين يوما ، وذهب آخرون إلى أنها عاشت ثلاثة أشهر ، وقال غيرهم : إنها عاشت ستة أشهر ، ولقد عاشت فاطمة هذه المدة الوجيزة صابرة محتسبة ، قضتها بالعبادة والانقطاع إلى الله ، كما ساهمت قضية الخلافة والبيعة مساهمة مؤلمة ومؤثرة في حياتها و وغيرها . الطاهرة إلى الملكوت الاعلى صابرة محتسبا سلام الله عليها وهي غاضبة على الحكام الجدد في سلب حقها في قدك وغيرها ، بعد أن كان رسول الله قد أعطاها إياها وتصدق بها عليها ، وبما أفاء الله على أبيها ( ص ) بالمدينة ومن خمس خيبر . فقد رفض أبو بكر أن يعطيها شيئا ورد شهادة على والحسنين ( ع ) .
1 - تاريخ ابن كثير ج 5 ص 321 . 2 - ذخائر العقبى للطبري ص 67 ، وأخرجه أبو الخير الحاكمي في الأربعين . 3 - الإستيعاب لابن عبد البر ج 4 ص 372 المطبوع بهامش الإصابة . 4 - طبقات ابن سعد ج 2 ص 47 ، والاستيعاب لابن عبد البر ج 4 ص 1894 ، ومسند أحمد ج 6 ص 282 ، ومسند مسلم ج 7 ص 142 ، وابن ماجة ج 1 ص 518 ، وتاريخ ابن كثير ج 5 ص 226
96
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 96