نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 91
وقد بدأ الباقون منهم بمهاجمة جيش الإمام ( ع ) ، وحينها طوقتهم قوات الإمام ( ع ) وتحقق الظفر لراية الحق . حين انتهى التحكيم الذي اقترحه المخدوعون برفع المصاحف في معركة صفين ، وكما أسلفنا ، حين رجع جيش الإمام ( ع ) لمقاتلة الخوارج المارقين في النهروان : بدأ معاوية بن أبي سفيان يتصرف وكأنه الملك الذي تنبغي اطاعته ، وراح يجبي أموال الزكاة والخراج وغيرهما له ، على الرغم من وجود الإمام ( ع ) ، خليفة المسلمين الشرعي ، واتبع أساليب بمنتهى الخسة والقذارة ، ولا تمت إلى الإسلام بصلة ، ومنها : . 1 - أرسل عام 40 للهجرة بسر بن أرطأة على رأس جيش من ثلاثة آلاف مقاتل ، ووجهه إلى اليمن ، وأمره أن يأخذ طريق الحجاز والمدينة ومكة حتى ينتهى إلى اليمن ، وقال : لا تنزل على بلد أهله على طاعة علي إلا بسطت عليهم لسانك ( 1 ) ، حتى يروا أنه لا نجاة لهم منك وأنك محيط بهم ، ثم اكفف عنهم وادعهم إلى البيعة لي ، فمن أبى فاقتله ، واقتل شيعة علي حيث كانوا ( 2 ) ، وقد نفذ بسر أوامر سيده معاوية بحذافيرها ، وزاد عليها فضائع وجرائم يندى لها الجبين ، فأخذ يتتبع كل من كان له بلاء مع علي ، أو من أصحابه ، وكل من يرفض البيعة لمعاوية ، فأخذ يحرق دورهم ويخربها وينهب أموالهم ، وقد أحصي عدد الذين قتلوا على يد بسر ثلاثين ألفا . وعند ما توجه إلى حضرموت قال : أريد أن أقتل ربع حضرموت ( 3 ) . 2 - أمر معاوية سفيان بن عوف الغامدي ان يدخل العراق منحدرا مع نهر الفرات وأوصاه أن يغير وينهب ويحرق ويقتل من يوالي عليا ( ع ) ، وقد أرسل معه جيشا تعداده ستة آلاف مقاتل . 3 - أرسل معاوية الضحاك بن قيس الفهري مع ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف مقاتل وأوصاه بالسير بناحية الكوفة . والغريب أن هذا السفاك كان يتباهى بأعماله الإجرامية تلك ، فقد خطب على منبر الكوفة بعد تلك الواقعة بسنين مفتخرا ومخوفا أهل الكوفة : أما إني لصاحبكم الذي أغرت على بلادكم ، فكنت أول من غزاها في الاسلام ، أعاقب من شئت وأعفو عمن شئت ، لقد ذعرت المخدرات في خدورهن ، وان كانت المرأة ليبكي ابنها فلا ترهبه ولا تسكته الا بذكر اسمى ، أنا الضحاك بن قيس ، انا أبو أنيس ، أنا قاتل عمرو بن عميس ( 4 ) . كما أرسل معاوية الكثير من أذنابه اللئام وأحدثوا مقتلة عظيمة في أكثر الثغور الاسلامية .
1 - أي تخويفهم وارعابهم وتهديدهم . 2 - الغارات للثقفي ص 598 . 3 - المصدر نفسه ص 631 . 4 - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 2 ص 121 والغارات للثقيفي ص 437 .
91
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 91