نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 90
الغوغاء أبا موسى الأشعري لتمثيل معسكر الإمام ( ع ) ، بينما اختار معاوية ابن العاص ، على أن الإمام ( ع ) قد رفض فكرة تمثيل الأشعري لمعسكره : باعتبار أن الأشعري كان معتزلا للإمام ، ولم يكن يرى في الإمام ( ع ) أهلا لتولي الخلافة بعد عثمان ( 1 ) ، هو وآخرون ممن اعتزلوا الإمام ( ع ) ، وكان يخذل الناس عن نصرة الإمام : مما حمل الإمام على عزله من ولاية الكوفة ( 2 ) . وتشير بعض الروايات إلى أن التمزق في جيش الإمام ( ع ) بلغ ذروته ، حتى هدده بعض المتنفذين من جنده أن يفعلوا به ما فعلوا بعثمان ، أو يدفعوه إلى معاوية ؟ ( 3 ) . شئ من معركة النهروان . وهكذا ثم نرى كيف غدر عمرو بن العاص بالأشعري بعد أن استغفله وخلع أمير المؤمنين ( ع ) ، إلا أن الإمام ( ع ) ورغم اصراره على الحرب : فقد رأى من الضروري أن يطوق الفتنة التي أحدثها الخوارج أولا . بعد واقعة التحكيم عاد الإمام ( ع ) بجيشه إلى الكوفة ، ففوجئ بخروج طائفة من جيشه يبلغ تعدادها أربعة آلاف معلنة تمردها على الإمام ( ع ) فلم تدخل معه الكوفة ، وإنما سلكت سبيلها إلى حروراء ، ] و [ كان قوامها من الفئات التي أرغمته على التحكيم في حرب صفين ( 4 ) . وقد كان الإمام ( ع ) عازما على عدم التعرض لهم ابتداء : ليمنحهم فرصة التفكير جديا بما أقدموا عليه ، غير أنهم بدأوا يشكلون خطرا حقيقيا على دولة الإمام ( ع ) من الداخل وبدأ خطرهم يتعاظم ، فقتلوا بعض الأبرياء والآمنين : سيما الصحابي الجليل عبد الله بن خباب ، وبقروا بطن زوجته وهي حامل ، وقتلوا نسوة من طئ ، فلما بلغ أمرهم أمير المؤمنين ( ع ) ، أرسل إليهم الحارث بن مرة العبدي ، ليتعرف على حقيقة الموقف ، غير أنهم قتلوه كذلك ( 5 ) ، وبعث الإمام ( ع ) إليهم الصحابي الجليل قيس بن سعد فوعظهم وحذرهم مغبة موقفهم الأحمق ، وأهاب بهم للرجوع عما يرون من جواز سفك دماء المسلمين ، وتكفيرهم دون وجه حق ( 6 ) ، وقد نجحت المحاولات المستمرة للإمام ( ع ) في رأب الصدع وتفادي إراقة الدماء ، بعد أن تفرق قسم كبير من جيش الخوارج ، حتى انخفض عددهم إلى أربعة آلاف ، بعد أن بلغ عددهم اثني عشر ألفا .
1 - الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 96 ، وتذكرة الخواص ص 96 . 2 - المصدر نفسه . 3 - تذكرة الخواص ص 95 . 4 - يوليوس فلهوزن / الخوارج والشيعة ص 32 . 5 - الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 108 . 6 - المصدر نفسه ص 109
90
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 90