نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 92
حين انهى الامام حركة المارقين والقاسطين أمر بتعبئة جيشه وأعلن حالة الحرب لاستئناف القتال مع أهل الشام الذين عاثوا فسادا في الأرض وقال من ضمن خطبه . الجهاد ، الجهاد عباد الله ألا وانى معسكر في يومى هذا ، فمن أراد الرواح إلى الله فليخرج ( 1 ) . وبينما كان أمير المؤمنين يواصل تعبئة قواته من أجل ان ينهى حركة البغى التي يقودها معاوية في بلاد الشام ، كان يجرى في الخفاء تخطيط لئيم من أجل اغتيال الإمام ( ع ) وفعلا فقد اغتيل الإمام ( ع ) وهو في أفضل ساعة حيث يقوم بين يدي الله في صلاة خاشعة وفي أشرف الأيام حيث كان يؤدي صوم شهر رمضان المبارك ، وفي بقعة مباركة من مسجد الكوفة الشريف ، حيث امتدت يد الأثيم المرادي إلى خير أولياء الله ، فضربه بسيفه وهو في سجوده عند صلاة الفجر في صبيحة اليوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك عام 40 للهجرة وبهذا خسرت الأمة الاسلامية مسيرة وحضارة وأمة ، كلها تتمثل في شخص أمير المؤمنين ( ع ) ولقد بقى الإمام ( ع ) يعاني من علته ثلاثة أيام ، عهد خلالها بالإمامة إلى ولده الحسن السبط ( ع ) ليمارس بعده مسؤولياته في قيادة الأمة الاسلامية . فسلام على أمير المؤمنين يوم ولد ويوم قضى شهيدا ويوم يبعث حيا . فاطمة الزهراء سلام الله عليها . ولادتها : . في ظلال أبيها رسول الله ( ص ) وأحضان أمها الطاهرة ، خديجة بنت خويلد بن أسد ، ولدت فاطمة الزهراء في مكة المكرمة ، في يوم الجمعة في العشرين من شهر جمادى الآخرة ( 2 ) ، فاستقبل رسول الله ( ص ) ابنته الحبيبة بالفرح والرضا ، وسماها ( فاطمة ) ( 3 ) . لقد أثمرت شجرة النبوة المباركة ، وأذن الله لدوحة الرسول ( ص ) أن تمتد فروعها ، و تستطيل آفاقها بميلاد فاطمة في أجيال هذه الأمة . إذ لم يكن في الدنيا أحد يماثل الرسول في صفاته وشمائله كفاطمة ، ولقد لفتت هذه المزايا والعلاقة ، والآصرة المتينة بين رسول الله ( ص ) وابنته فاطمة أنظار الذين عايشوها ، فتحدثوا عن ذلك الشبه وأكثروا القول فيه ، فهذه عائشة زوج رسول الله ( ص ) تتحدث عن
1 - نهج البلاغة . / خ رقم 182 . 2 - المجالس السنية للسيد محسن الأمين ط 6 ج 5 ص 53 ، وقال بعض المؤرخين أنها ولدت قبل البعثة بخمس سنين ، غير أن معظم روايات أهل البيت ( ع ) تذهب إلى أنها ( ع ) ولدت بعد البعثة بخمس سنين ، ومما يؤكد ذلك ما ذكرته كتب التاريخ من أن كل ولد خديجة ( ع ) ولدوا بعد البعثة النبوية الشريفة . 3 - عيون أخبار الرضا ( ع ) ج 2 ص 46 ، ووردت روايات متعددة في علة تسميتها بالزهراء : منها ما روي عن جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه قال : سألت أبا عبد الله ( ع ) عن فاطمة لم سميت الزهراء ؟ فقال : لأنها كانت إذا قامت في محرابها زهر نورها لأهل السماء ، معاني الأخبار ص 64 .
92
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 92