responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 193


أبيه الباقر عن آبائه ( ع ) عن جدهم رسول الله ( ص ) بما سيجري لهم ويحدث - كما روينا ذلك عن الباقر ( ع ) آنفا - .
وقد جاء في الروايات أن رسول الله ( ص ) قال لأهل بيته : .
انا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء و تشريدا وتطريدا ، حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود ، فيسألون الخير فلا يعطونه ، فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه ، حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملأها قسطا كما ملأوها جورا ، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج ( 1 ) .
الا أن عبد الله بن الحسن لم يستجب لنصيحة الصادق ( ع ) وقال :
انما بريد القوم ابني محمدا لأنه مهدي هذه الأمة ، فقال أبو عبد الله جعفر : والله ما هو مهدي هذه الأمة ولئن شهر سيفه ليقتلن ، فنازعه عبد الله القول حتى قال له : والله ما يمنعك من ذلك الا الحسد ، فقال أبو عبد الله ( ص ) : والله ما هذا الا نصح منى لك ( 2 ) .
وصدق الامام ، وتمت البيعة لأبي العباس السفاح ، قبل أن يعود الرسول إلى أبى سلمة الخلال .
ويتسلط العباسيون على السلطة ، فيتنكرون لآل البيت ( ع ) ، ويفتكون بهم ، بعد أن كانت دعوتهم تتستر تحت شعار الدفاع عن آل البيت ( ع ) وتعرض مظلوميتهم وتستميل الناس بحبهم ، فعانى العلويون أشد المعاناة كما عانى غيرهم من ظلم بنى العباس وجورهم و استبدادهم ، حتى أن خليفتهم الأول ( أبا العباس ) سمى بالسفاح لكثرة ما أراق من الدماء ، فاشتدت المحنة على الإمام الصادق ( ع ) وضيق عليه .
ولذلك نجد أبا العباس السفاح يستدعى الإمام الصادق ( ع ) إلى الحيرة ، ويضيق عليه ، خوفا من منافسته وشموخ زعامته ، ثم يحول الله بينه وبين الإمام ( ع ) فيعود الامام إلى المدينة ، ليمارس مهامه العلمية والتوجيهية هناك . وحينما تولى أبو جعفر المنصور الخلافة ازدادت مخاوفه من الإمام الصادق ( ع ) ، واشتد حسده لتفوق شخصية الإمام ( ع ) و علو منزلته في النفوس ، وذيوع اسمه في الآفاق ، وشموخ مكانته العلمية ، حتى غطت شخصيته كل الشخصيات العلمية والسياسية في عصره ، لذلك عمد أبو جعفر المنصور إلى استدعاء الإمام الصادق ( ع ) ، وجلبه من المدينة إلى العراق مرات ، ليحقق معه ويتأكد من عدم قيادته لحركات سرية ضد الحكم العباسي ، لان أبا جعفر المنصور كان يعرف اتجاه الأمة وميلها للإمام الصادق ( ع ) ، ويعرف أهليته وقوة شخصيته ، بالإضافة إلى ذلك فهو يشاهد العلويين يتحركون لإنهاء التسلط العباسي ، وإعادة القيادة لآل البيت النبوي .


1 - ابن ماجة / سنن ابن ماجة / ج 2 / ص 1366 . 2 - المسعودي / مروج الذهب / ج 3 / ص 254 .

193

نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست