نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 178
هوانا ؟ ! إرحلي إلى بلد آمن ، ثم اجتمع عليها نساء بنى هاشم وتلطفن معها في الكلام ، فاختارت مصر ، وخرج معها من نساء بنى هاشم فاطمة ابنة الحسين وسكينة ، فدخلت مصر لأيام بقيت من ذي الحجة ، فاستقبلها الوالي مسلمة بن مخلد الأنصاري في جماعة معه ، فانزلها داره بالحمراء ، فأقامت به أحد عشر شهرا وخمسة عشر يوما ، وتوفيت عشية يوم الأحد لخمسة عشر يوما مضت من رجب سنة اثنتين وستين للهجرة ودفنت بمخدعها في دار مسلمة المستجدة بالحمراء القصوى ( 1 ) ، حيث بساتين عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري . حياة الإمام محمد بن علي الباقر ( ع ) . ولادته : في غرة رجب من عام 57 من الهجرة النبوية المباركة ، غمر بيت الرسالة الطاهر البهجة والسرور ، احتفاء بميلاد الإمام محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( ع ) ، الذي سبق من سواه من مواليد ذلك البيت الطاهر ، كونه أول وليد ينتهى في نسبه إلى على بن الحسين ( ع ) وفاطمة بنت الإمام الحسن ( ع ) ، التي وصفها الإمام الصادق ( ع ) بأنها : صديقة لم تدرك في آل الحسن ( ع ) امرأة مثلها ( 2 ) فهو هاشمي من هاشميين ، وشهد مأساة الطف في مستهل عمره الشريف ، وتفيأ ظلال الرسالة والإمامة برعاية أبيه السجاد ( ع ) مدة سنوات إمامته ، وتلقى علوم الاسلام وتراث الأنبياء ( ع ) من أبيه ( ع ) . وقد بلغ الإمام الباقر ( ع ) الذروة في السمو نسبا وفكرا ، وخلقا ، مما منحه أهلية النهوض بأعباء المرجعية الفكرية والاجتماعية للأمة بعد أبيه ( ع ) . ففي الإرشاد للمفيد وغيره في رواية الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري حيث يقول : قال لي رسول الله : يوشك أن تبقى حتى تلقى ولدا لي من الحسين ( ع ) يقال له : محمد ، يبقر علم الدين بقرا ، فإذا لقيته فأقرئه عنى السلام ( 3 ) . وبناء على ذلك لقب محمد بن علي ( ع ) بالباقر ، أي المتبحر بالعلم ، والمستخرج لغوامضه ولبابه وأسراره ، والمحيط بفنونه . واليك جملة من أقوال أعلام المسلمين بشتى مذاهبهم بشأن الإمام الباقر ( ع ) : . قال عبد الله بن عطاء المكي : ما رأيت العلماء عند أحد قط ، أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ( ع ) ( 4 ) . وقال محيي الدين بن شرفة النووي : هو تابعي جليل ، امام بارع مجمع على جلالته ، معدود في فقهاء المدينة وأئمتهم ، سمع جابرا وأنسا ، وروى عنه أبو إسحاق وعطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار الأعرج ، وهو أسن منه ، والزهري وربيعة وخلائق آخرون من التابعين و
1 - الحمراء القصوى : وهي خطة بن الأزرق وبنى روبيل ، وهم من الروم ، وهي من درب معاني إلى القناطر الظاهرية ، يعنى قناطر السباع ، وهي حد ولاية مصر من القاهرة ، و كانت هذه الحمراوات الثلاث جل عمارة مصر . 2 - الكافي للكليني ج 1 ص 469 ، المناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 280 . 3 - الارشاد للمفيد ص 262 ، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 211 ، نور الابصار للشبلنجي وغيرهم . 4 - الارشاد للمفيد ص 263 .
178
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 178