نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 165
وجوههن ، تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد ، ويستشرفهن أهل المناهل والمناقل ، و يتصفح وجوههن القريب والبعيد ، والدني والشريف ، ليس معهن من رجالهن ولي ، ولا من حماتهن حمي ؟ وكيف يرتجى مراقبة ابن من لفظ فوه أكباد الأزكياء ، ونبت لحمه من دماء الشهداء ؟ ! وكيف يستبطئ في بغضنا أهل البيت من نظر إلينا بالشنف والشنآن والإحن والأضغان ؟ ! ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم . لأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل . منحنيا على ثنايا أبي عبد الله - سيد شباب أهل الجنة - تنكثها بمخصرتك ( 1 ) ، وكيف لا تقول ذلك وقد نكأت القرحة ( 2 ) ، واستأصلت الشأفة ( 3 ) ، بإراقتك دماء ذرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ونجوم الأرض من آل عبد المطلب ؟ وتهتف بأشياخك زعمت أنك تناديهم ، فلتردن وشيكا ( 4 ) موردهم ، ولتودن أنك شللت وبكمت ، ولم تكن قلت ما قلت ، وفعلت ما فعلت ، اللهم خذ لنا بحقنا ، وانتقم ممن ظلمنا ، واحلل غضبك بمن سفك دماءنا ، وقتل حماتنا ، فوالله يا يزيد ما فريت ( 5 ) إلا جلدك ، ولا حززت إلا لحمك ، و لتردن على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما تحملت من دماء ذريته ، وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته ، حيث يجمع الله تعالى شملهم ، ويلم شعثهم ، ويأخذ بحقهم ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) ، وحسبك بالله حاكما ، وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم خصيما ، وبجبرائيل ظهيرا ، و سيعلم من سول لك وأمكنك من رقاب المسلمين ، بئس للظالمين بدلا ، وأيكم شر مكانا و أضعف جندا ، ولئن جرت علي الدواهي ( 6 ) مخاطبتك ، إني لأستصغر قدرك ، وأستعظم تقريعك ، وأستكثر توبيخك : لكن العيون عبرى ، والصدور حرى ، ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء ، فهذه الأيدي تنطف ( 7 ) من دمائنا ، والأفواه تتحلب ( 8 ) من لحومنا ، وتلك
1 - المخصرة بكسر الميم : كالسوط ، وكلما اختصره الإنسان بيده فأمسكه من عصي ونحوها ، وكانت الخلفاء تحمل هذه المخصرة . 2 - نكأت القرحة بالهمزة من باب منع : كثر جراحها . 3 - استأصلت الشأفة ، استأصل الشئ : إذا قطعه من أصله ، قال في القاموس : الشأفة قرحة تخرج في أسفل القدم فتكوى وتذهب ، وإذا قطعت مات صاحبها ، والأصل : استأصل الله شأفته : أذهبه كما تذهب تلك القرحة ، أو أزاله من أصله . 4 - وشيكا ، أي : سريعا . 5 - الفري : القطع . 6 - الدواهي جمع داهية ، وهي النازلة بالانسان من بلاء وغيره ، ومخاطبتك إما بالرفع فاعل جرت ، أي : ان أوقعت مخاطبتك علي النوازل فلست أبالي بك ولا أعظم قدرك ، أو بالنصب مفعول ، والفاعل الدواهي ، أي : إن أوقعتني دواهي الزمان إلى الاحتياج لمخاطبتك : فلست معظمة لقدرك . 7 - تنطف بكسر الطاء وضمها أي : تقطر . 8 - في القاموس : تحلب عينه وفوه أي : سالا .
165
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 165