responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 166


الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل ( 1 ) ، وتعفرها أمهات الفراعل ( 2 ) ، ولئن اتخذتنا مغنما لتجدنا وشيكا مغرما ، حين لا تجد إلا ما قدمت يداك ، وما ربك بظلام للعبيد ، وإلى الله المشتكى ، وعليه المعول ، فكد كيدك ، واسع سعيك ، وناصب جهدك ، فوالله لا تمحو ذكرنا ، ولا تميت وحينا ، ولا تدرك أمدنا ، ولا تدحض عنك عارها ، وهل رأيك إلا فند ( 3 ) ، وأيامك إلا عدد ، وجمعك إلا بدد ، يوم ينادي المنادي : ألا لعنة الله على الظالمين ، فالحمد لله رب العالمين ، الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة ، ولآخرنا بالشهادة والرحمة ، ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب ، و يوجب لهم المزيد ، ويحسن علينا الخلافة ، إنه رحيم ودود ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
فقال يزيد : .
يا صيحة تحمد من صوائح * ما أهون النوح على النوائح ( 4 ) .
ومن شجاعتها الأدبية في مجلس يزيد : .
ما نقله أرباب المقاتل وغيرهم من رواة الأخبار : إن يزيد لعنه الله دعا بنساء أهل البيت والصبيان فأجلسوا بين يديه في مجلسه المشؤوم ، فنظر شامي إلى فاطمة بنت الحسين ، فقام إلى يزيد وقال : يا أمير هب لي هذه الجارية تكون خادمة عندي ، قالت فاطمة بنت الحسين عليه السلام : فارتعدت فرائصي ، وظننت أن ذلك جائز لهم ، فأخذت بثياب عمتي زينب ، فقلت : عمتاه أوتمت وأستخدم ؟ فقالت عمتي للشامي : كذبت والله ولؤمت ، ما جعل الله ذلك لك ولا لأميرك ، فغضب يزيد وقال : كذبت والله ، إن ذلك لي ، ولو شئت أن أفعل لفعلت ، قالت : كلا ، والله ما جعل الله ذلك لك ، إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغير ديننا ، فاستطار يزيد غضبا وقال : إياي تستقبلين بهذا الكلام ؟ إنما خرج من الدين أبوك وأخوك ، فقالت زينب : بدين أبي وأخي اهتديت أنت و أبوك وجدك ، إن كنت مسلما ، قال : كذبت يا عدوة الله ، قالت : يا يزيد أنت أمير تشتم ظالما ، وتقهر بسلطانك ، فكأنه استحيى وسكت ، فأعاد الشامي كلامه : هب لي هذه الجارية ، فقال له يزيد : أسكت وهب الله لك حتفا قاضيا .
وروى السيد ابن طاوس في اللهوف هذه الرواية كما يأتي : قال نظر رجل من أهل الشام إلى فاطمة بنت الحسين عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين ، هب لي هذه الجارية ، فقالت فاطمة لعمتها زينب عليها السلام : أوتمت وأستخدم ؟ فقالت زينب عليها السلام : لا ، ولا كرامة


1 - العواسل : الذئاب السريعة العدو . 2 - أمهات الفراعل : الضباع ، جمع فرعل ، وهو ولد الضبع ، والتعفير معلوم . 3 - الفند : الكذب ، وهو بالتحريك ، قيل : ويقال لضعف الرأي الفند أيضا . 4 - قوله : يا صيحة تحمد . . . ، ليس هذا جواب مثل الخطبة الغراء الفريدة ، ومثل يزيد الذي يقال عنه إنه كان من رجال الفصاحة والبلاغة ، وإنه قال الشعر وهو ابن سبع سنوات ، لا يخفى عليه ذلك ، لكن الخطبة الكريمة ألجمته بأسلوبها البليغ ، وبيانها الآخذ بالألباب ، فلم يكن قادرا على أن يجيبها بشئ سوى هذا البيت الذي وصف الحالة ليس إلا .

166

نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست