نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 164
فقال لعنه الله : هذه سجاعة ، ولعمري لقد كان أبوها سجاعا شاعرا . فقالت : يا بن زياد ما للمرأة والسجاعة ، إن لي عن السجاعة لشغلا . موقفها الصلب ( ع ) في مجلس يزيد ومن ذلك : خطبتها في مجلس يزيد بن معاوية في الشام ( 1 ) ، رواها جماعة من العلماء في مصنفاتهم ، وهي من أبلغ الخطب وأفصحها ، عليها أنوار الخطب العلوية ، وأسرار الخطبة الفاطمية ( 2 ) ، ونحن ننقلها هنا من الإحتجاج للطبرسي . قال : روى شيخ صدوق من مشائخ بني هاشم وغيره من الناس : إنه لما دخل علي بن الحسين عليهما السلام وحرمه على يزيد ، وجئ برأس الحسين عليه السلام ووضع بين يديه في طشت ، وجعل يضرب ثناياه بمخصرة كانت في يده وهو يقول : ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل . فقامت زينب بنت علي بن أبي طالب ، وأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقالت : الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على رسوله وآله أجمعين ، صدق الله سبحانه حيث يقول : ( ثم كان عاقبة الذين أساؤا السوأى أن كذبوا بآيات الله و كانوا بها يستهزئون ( 3 ) ، أظننت يا يزيد - حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء ، فأصبحنا نساق كما تساق الأسراء - أن بنا هوانا على الله وبك عليه كرامة ؟ و أن ذلك لعظم خطرك عنده ، فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك ، تضرب أصدريك ( 4 ) فرحا ، و تنفض مذوريك مرحا ، جذلان مسرورا حين رأيت الدنيا لك مستوسقة ( 5 ) ، والأمور متسقة ، حين صفا لك ملكنا وسلطاننا ؟ فمهلا ( 6 ) ، مهلا ، أنسيت قول الله تعالى : ( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين ) ؟ ( 7 ) أمن العدل يا بن الطلقاء ( 8 ) تخديرك حرائرك وإمائك وسوقك بنات رسول الله سبايا ، قد هتكت ستورهن ، وأبديت
1 - رواها أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر طيفور في كتابه بلاغات النساء ، والخوارزمي في المقتل . 2 - المراد بها خطبة فدك التي قدمنا أسانيدها عنها . * الروم : الآية 10 . 4 - تضرب أصدريك أي : منكبيك ، وتنفض مذوريك ، المذوران : جانبا الأليتين ، ولا واحد لهما ، وقيل : هما طرفا كل شئ ، يقال : جاء فلان ينفض مذوريه : إذا جاء باغيا يتهدد ، و كذلك إذا جاء فارغا في غير شغل . 5 - مستوسقة أي : مجتمعة ، ومتسقة أي : منتظمة . 6 - يقال : مهلا يا رجل ، وكذا للأنثى والجمع بمعنى أمهل ، والمهلة بالضم : السكينة ، و كذا المهل بالسكون والحركة . * آل عمران ، الآية 178 . 8 - الطلقاء هم : أبو سفيان ومعاوية وبقية الأمويين الذين أطلقهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الفتح ، فقال : إذهبوا فأنتم الطلقاء ، وبهذا صاروا عبيدا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هم وذريتهم إلى يوم القيامة .
164
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 164