responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 141


بوجوب النص التفصيلي على الإمام اللاحق من قبل نفس الإمام السابق ، وحيث أن الإمام الحسين ( ع ) لم يوص - حسب ظنه - فلم يستحق علي بن الحسين ( ع ) منصب الإمامة .
إلا أن هذا التسلسل من التفكير رده الإمام السجاد ( ع ) على عمه محمد بن الحنفية ، و أثبت له إمامته بعدة طرق وهي :
1 - إثبات خطأ اعتقاده بأن الإمام الحسين ( ع ) لم يوص ، فهو قد وصاه مرتين ، الأولى قبل الذهاب إلى العراق ، حيث كان الإمام الحسين ( ع ) يعلم أنه السفر الأخير ، فلزم أن يوصي للإمام السجاد بالإمامة ، ولا يقال : فلماذا لم يستحضر محمد بن الحنفية ليخبره بموضوع الإمامة ، كما فعل الإمام الحسن ( ع ) ، فإن الجواب هو : إن ذلك يستدعي الكشف عن أشياء غيبية لا ينبغي كشفها لأحد في ذلك الوقت .
والثانية : قبل شهادته ( ع ) بساعة ، كما نص الإمام السجاد ( ع ) على ذلك .
2 - أبرز الامام دليلا على صحة قوله ( ع ) ، وهو وجود سلاح رسول الله عنده ، إذ أن وجود السلاح وبعض الأشياء الأخرى المختصة بالرسول : دليل على أن علي بن الحسين ( ع ) هو الامام ، لأن هذه الأشياء تنتقل من الامام السابق إلى الامام اللاحق مع الوصية بشخصه ، وحيث أن محمد بن الحنفية ليس عنده شئ من ذلك : فلا يكون هو الامام .
3 - إن الإمامة إنما هي في عقب الحسين ( ع ) ، حيث دلت النصوص على ذلك ، وعلي ( ع ) هو ابن الحسين ، فلا بد أن يكون هو الامام : تطبيقا لتلك النصوص .
4 - المعجزة ، وهي الحل النهائي والحاسم ، حيث أن جريان المعجزة على يد الامام دليل على أنه هو الامام ، وخصوصا في مقام الاحتجاج ، وقد اقترح الإمام السجاد ( ع ) على عمه أن يتحاكما إلى الحجر الأسود ويسألا الله أن ينطق باسم الإمام الشرعي ، لهذا ذهبا إلى مكة ليحتكما عند الحجر الأسود .
وهكذا رجع محمد بن الحنفية من مكة وهو مؤمن بإمامة السجاد ( ع ) ، وقد رتب على ذلك الآثار اللازمة على هذا الكشف الإعجازي : .
فقد قال ( له ) أبو خالد الكابلي : أتخاطب ابن أخيك بمالا يخاطبك بمثله ؟ فقال : إنه حاكمني إلى الحجر الأسود ، وزعم أنه ينطقه فصرت معه إلى الحجر فسمعت الحجر يقول :
سلم الأمر إلى ابن أخيك ، فإنه أحق به منك ، فصار أبو خالد إماميا ( 1 ) .
5 - الوجه الخامس إن محمد بن الحنفية كان عارفا بمقام السجاد ( ع ) ، ولكنه أراد إظهار ذلك الحوار وتحكيم الحجر الأسود أمام الناس ، لإثبات الحجة على سائر الناس بشهادة الحجر الأسود على إمامة السجاد ( ع ) ، فإن إثبات الإمامة بالمعجزة مارسه الأئمة ( ع ) في بعض الظروف ، وأمام بعض الأشخاص .
وعلى كل حال فإن هذا الوجه ينفي أن يكون محمد بن الحنفية قد تنكر لإمامة السجاد ( ع ) ، بدعوى أنه لا يمكن أن تخفى عليه إمامة السجاد ( ع ) ، لأنه من أهل البيت العارفين بهذه


1 - الإمام زين العابدين ص 113 .

141

نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست