نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 142
الأمور ( 1 ) . 6 - الوجه السادس إن الإمام السجاد ( ع ) قد أناط بعمه محمد بن الحنفية مسؤولية قيادة العمل العسكري المضاد للحكم الأموي ، الذي كان على أشده في الكوفة بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي ، والمختار بن أبي عبيدة الثقفي ، وهذا الوجه يدل عليه قول الإمام السجاد ( ع ) لمحمد : . يا عم ، لو أن عبدا زنجيا تعصب لنا أهل البيت ، لوجب على الناس مؤازرته ، وقد وليتك هذا الأمر فاصنع ما شئت ( 2 ) ولعل هذا الوجه هو أنسب الوجوه السابقة ، لخبرة محمد بن الحنفية في العمل العسكري ، ومهارته في هذا الميدان ، التي اكتسبها من المعارك التي خاضها في حياة أبيه ( ع ) ، ولموقعه بين الهاشميين . وعلى كل حال ، فالرواية المذكورة تدل على إخلاص محمد بن الحنفية ، ودالة على ايمانه وقوله بإمامة علي بن الحسين ( ع ) ( 3 ) . مواقف الأمويين ضد الإمام السجاد ( ع ) : . رغم النزاع العسكري الذي شهدته الساحة الاسلامية على امتداد وجودها ، فإن الحاكم الأموي كان دائما يراقب بدقة تحركات الإمام السجاد ( ع ) ، ويحسب لكل سلوك يصدر عنه حسابا سياسيا : وذلك لأنه الشخص الوحيد القادر على قيادة المجتمع ، وفق سيرة الرسول ( ص ) وسيرة أمير المؤمنين ( ع ) التي وفرت لهم العدل والمساواة . وفيما يلي أهم الاجراءات التي مارسها الحاكم الأموي ضد الإمام السجاد ( ع ) وضد شيعته ، وأنصاره المنتشرين في العراق وغيره ، من الولايات الاسلامية : أولا محاولة قتل الإمام ( ع ) : . فقد كتب الحجاج بن يوسف الثقفي إلى عبد الملك بن مروان : إن أردت أن يثبت ملكك فاقتل علي بن الحسين ( ع ) ، فكتب عبد الملك إليه : أما بعد ، فجنبني دماء بني هاشم ، واحقنها ، فإني رأيت آل أبي سفيان لما أولعوا فيها لم يلبثوا إلى أن أزال الله الملك عنهم ( 4 ) . ثانيا : استقدام الإمام ( ع ) بين فترة وأخرى إلى الشام : . حيث كانت تصل عبد الملك أخبار حول تعاظم نفوذ الامام ، وتكاثر أنصاره ، لذلك كان عبد الملك يستدعيه إلى الشام مقيدا بالحديد ، والهدف من ذلك هو الضغط عليه ( ع ) و تحجيم نشاطه ، حيث كان يجبر على البقاء هناك تحت ستار معرفة النوايا ، وكان الهدف الحقيقي هو عرقلة عمل الإمام ( ع ) ، ومعرفة الأشخاص الذين يتصلون به ، وكان الامام في كل مرة يبرهن على أنه لم يمارس معارضة سياسية علنية ضد عبد الملك . وفي إحدى المرات استدعاه عبد الملك إلى الشام ، والتقى مع الزهري ، ثم جاء الأخير إلى
1 - راجع كتاب الإمام زين العابدين ص 317 . 2 - الإمام السجاد / هامش ص 87 . 3 - معجم رجال الحديث ج 16 ص 50 . 4 - البحار ج 46 ص 28 .
142
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 142