responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 140


عن الإمام علي ( ع ) ( 1 ) ، وكذلك قد مدحه الإمام الحسن ( ع ) وهو على فراش الموت ، حيث وصاه بالامام من بعده ( 2 ) ، فمن البعيد أن يدعي الإمامة لنفسه الذي يمثل عصيانا عظيما ، وتعديا على حقوق الامام والأمة .
الوجه الثاني : حيث أن الإمام السجاد ( ع ) كان يعيش فترة انعزالية بعد شهادة الإمام الحسين ( ع ) ، فإنه أعطى لمحمد بن الحنفية صلاحية تولي أمور الشيعة ، وتكون نهاية هذه الفترة بانتهاء العزلة التي فرضها الإمام السجاد ( ع ) على نفسه خارج المدينة .
الوجه الثالث : إن محمد بن الحنفية تصدى لأمور الشيعة بأمر الإمام السجاد ( ع ) من أجل حماية الإمام من بطش النظام ، حيث أن النظام يبحث عن ذريعة للفتك به ، فأوعز الإمام السجاد ( ع ) إلى عمه بالظهور على المسرح بعد شهادة الإمام الحسين ( ع ) : لكونه أبعد من أن تناله يد النظام لنفوذه أو لسوابقه التاريخية .
الوجه الرابع : إن محمد بن الحنفية كان يعلم أن تولي الامام اللاحق إنما يتم بنص من الامام السابق ، وهذا من سجلته الرواية المنقولة عن الإمام الحسن ( ع ) في فراش شهادته ، حيث استدعى محد بن الحنفية ونص على إمامة أخيه الحسين بن علي ( ع ) ( 3 ) ، وحيث أن الإمام الحسين قتل في ساحة المعركة ، ولم يبق أحد من الرجال الكبار لكي يتصور إمكان الوصية له وتعيين الامام بعده : فإن هذا يعني عدم النص من قبل الإمام الحسين ( ع ) على الامام اللاحق ، وحيث أنه ( أي محمد بن الحنفية ) أكبر العلويين سنا ، فلابد أن يكون هو الامام ، لأن الإمامة للأكبر سنا من أهل البيت ، كما هو الحال بالنسبة لتقدم امامة الحسن على امامة الحسين ( ع ) ، والرواية التي تقدمت في احتجاجه مع الإمام السجاد ( ع ) تشير إلى هذا المعنى ، حيث قال للإمام : .
يا بن أخي قد علمت أن رسول الله ( ص ) كان جعل الوصية والإمامة من بعده لعلي بن أبي طالب ( ع ) ، ثم إلى الحسن ثم إلى الحسين ، وقد قتل أبوك رضي الله عنه وصلى الله عليه ، ولم يوص ، وأنا عمك ، وصنو أبيك ، وأنا في سني وقدامتي أحق بها منك في حداثتك ، فلا تنازعني الوصية والإمامة ، ولا تخالفني ( 4 ) .
وهذا الوجه يرد عليه : إن هذا خلاف المعلوم عن الرسول ( ص ) وعن الإمام علي ( ع ) ، حيث نص على أسماء الأئمة جميعا دفعة واحدة ، فلا بد أن يكون محمد بن الحنفية عارفا بذلك ، وهو من الذين لا تخفي عليه هذه المسألة كما جاء عن الإمام الحسن في حديثه مع محمد بن الحنفية ( 5 ) .
ولكن يمكن الجواب على هذا بالقول : .
حتى لو فرض علم محمد بن الحنفية بأسماء الأئمة جميعا ، إلا أنه قد يقال : بأنه كان يعتقد


1 - راجع الكشي ص 70 . 2 - راجع أصول الكافي ج 1 ص 300 . 3 - راجع أصول الكافي ج 1 ص 300 . 4 - البحار ج 46 ص 111 . 5 - أصول الكافي ج 1 ص 301 .

140

نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست