نام کتاب : العثمانية نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 318
ورويتم أن لله تعالى في سمائه ملائكة تخللوا بالعباء وأن النبي صلى الله عليه وآله رآهم ليلة الاسراء فسأل جبريل عنهم فقال : هؤلاء ملائكة تأسوا بأبي بكر بن أبي قحافة صديقك في الأرض ، فإنه سينفق عليك ماله حتى يخل عباءته في عنقه . وأنتم رويتم أيضا أن الله تعالى لما أنزل آية النجوى فقال : " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلكم خير لكم " الآية . لم يعمل بها إلا علي بن أبي طالب وحده ، مع إقراركم بفقره وقلة ذات يده ، وأبو بكر في الذي ذكرنا من السعة أمسك عن مناجاته ، فعاتب الله المؤمنين في ذلك فقال : " أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم " ، فجعله سبحانه وذنبا يتوب عليهم منه ، وهو إمساكهم عن تقديم الصدقة . فكيف سخت نفسه بإنفاق أربعين ألفا وأمسك عن مناجاة الرسول ، وإنما كان يحتاج إلى إخراج درهمين . وأما ما ذكرتم من كثرة عياله ونفقته عليهم فليس في ذلك دليل على تفضيله ، لان نفقته على عياله واجبة . مع أن أرباب السير ذكروا أنه لم يكن ينفق على أبيه شيئا ، وأنه كان أجيرا لابن جدعان على مائدته يطرد عنها الذباب . ( 13 ) ص 37 - 39 من العثمانية إننا لا ننكر فضل الصحابة وسوابقهم . ولسنا كالامامية الذين يحملهم الهوى على جحد الأمور المعلومة . ولكنا ننكر تفضيل أحد الصحابة على علي بن أبي طالب ولسنا ننكر غير ذلك - وننكر تعصب الجاحظ للعثمانية وقصده إلى فضائل هذا الرجل ومناقبه بالرد والابطال . وأما حمزة فهو عندنا ذو فضل عظيم ، ومقام جليل ، وهو سيد الشهداء الذين استشهدوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله . وأما فضل عمر فغير منكر ، وكذلك الزبير وسعد ، وليس فيما ذكرنا ما يقتضى كون علي عليه السلام مفضولا لهم أو لغيرهم إلا قوله " وكل هذه الفضائل لم يكن لعلى عليه السلام فيها ناقة ولا جمل " فإن هذا من التعصب البارد والحيف ، والفاحش .
318
نام کتاب : العثمانية نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 318