responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العثمانية نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 319


وقد قدمنا من آثار علي عليه السلام قبل الهجرة وماله إذ ذاك من المناقب والخصائص ما هو أفضل وأعظم وأشرف من جميع ما ذكر لهؤلاء . على أن أرباب السيرة يقولون :
إن الشجة التي شجها سعد ، وأن السيف الذي سله الزبير هو الذي جلب الحصار في الشعب على النبي صلى الله عليه وآله وبنى هاشم ، وهو الذي سير جعفرا وأصحابه إلى الحبشة . وسل السيف في الوقت الذي لم يؤمر المسلمون فيه بسل السيف غير جائز .
قال تعالى : " ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله " فتبين أن التكليف له أوقات ، فمنها وقت لا يصلح فيه سل السيف ، ومنها وقت يصلح فيه ويجب .
فأما قوله تعالى : " لا يستوى منكم من أنفق " فقد ذكرنا ما عندنا من دعواهم لأبي بكر إنفاق المال . وأيضا فإن الله تعالى لم يذكر إنفاق المال مفردا . وإنما قرن به القتال . ولم يكن أبو بكر صاحب قتال وحرب ، فلا تشمله الآية . وكان علي عليه السلام صاحب قتال وإنفاق قبل الفتح . أما قتاله فمعلوم بالضرورة ، وأما إنفاقه فقد كان على حسب حاله وفقره . وهو الذي أطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا . وأنزلت فيه وفى زوجته وابنيه سورة كاملة من القرآن [1] ، وهو الذي ملك أربعة دراهم فأخرج منها درهما سرا ودرهما علانية ليلا ، ثم أخرج منها في النهار درهما سرا ودرهما علانية ، فأنزل فيه قوله تعالى : " الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية " .
وهو الذي قدم بين يدي نجواه صدقة دون المسلمين كافة .
وهو الذي تصدق بخاتمه وهو راكع ، فأنزل الله فيه : " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " .



[1] هذا من عظيم الافتراء ، زعم ذلك بعض غلاة الشيعة . انظر فصل الخطاب ، لحسين ابن محمد تقي النوري الطبرسي ص 156 . فقد أورد سورة مختلقة أولها " بسم الله الرحمن الرحيم . يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي ويحذرانكم عذاب يوم عظيم " !

319

نام کتاب : العثمانية نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 319
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست