responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 594


قال : نعم وأستعين بالله عليه ، فقال : أعطوه فرساً ورمحاً وسيفاً وترساً فقال : يا أمير المؤمنين أنا بقوسي أوثق ، ورمحي في يدي أسد ، ولكن قد قبلت السيف والترس ، فلبس السلاح ، واستدناه الرشيد فودعه وأتبعه الدعاء ، وخرج معه عشرون من المطوعة .
فلما انقض في الوادي قال لهم العلج وهو يعدهم واحداً واحداً : إنما كان في الشرط عشرون وقد ازددتم رجلاً ، ولكن لا بأس ، فنادوه : ليس يخرج إليك منا إلا رجل واحد ، فلما فصل منهم ابن الجزري تأمله العلج وقد أشرف أكثر الروم من الحصن يتأملون صاحبهم ، فقال له الرومي : أتصدقني عما أسألك عنه ؟ قال : نعم ، قال : أنت ابن الجزري بالله ؟ قال : اللهم نعم ، ثم أخذا في شأنهما ، فاطعنا حتى طال الأمر بينهما ، وكاد الفرسان يقومان تحتهما ، وليس منهما واحد خدش صاحبه ، ثم رميا برمحيهما ، هذا نحو أصحابه وهذا نحو حصنه ، وانتضيا سيفيهما وقد اشتد الحر عليهما وتبلد جواداهما فجعل ابن الجزري يضرب الرومي الضربة التي يظن أنه بالغ فيها ، فيتقيها الرومي ، وكانت درقته حديداً ، فيسمع بذلك صوت منكر ، ويضربه الرومي فينغرز سيفه لأن ترس ابن الجزري كان درقة ثبتية ، وكان العلج يخاف أن يعض السيف فيعطب ، فلما يئس كل واحد منهما من صاحبه انهزم ابن الجزري ، فدخلت الرشيد والمسلمين كآبة لم يصبهم مثلها ، وفرح المشركون ، وإنما كانت حيلة من ابن الجزري ، فاتبعه العلج وعلا عليه ، فلما تمكن منه ابن الجزري رماه بوهق ، فاختطفه من سرجه ، ثم عطف عليه ، فما وصل إلى الأرض حتى فارقه رأسه ، فكبر المسلمون وانكسر المشركون وبادروا الباب ليغلقوه .
واتصل الخبر بالرشيد فصاح بالقواد أن يجعلوا في حجارة المنجنيق النار ، فليس عند القوم دفع بعد هذا ، وعاجلهم المسلمون إلى الباب فدخلوها بالسيف ، وقيل إنهم بادروا بالأمان ، وافتتاحها عنوة أشهر من قول من قال فتحت صلحاً ، قال الشاعر في ذلك :
هوت هرقلة لما أن رأت عجباً * حوائماً ترتمي بالنفط والنار كأن نيرانها في جنب قلعتهم * معلقات على أرسان قصار وصبت الأموال على ابن الجزري وقود وخلع عليه ، فلم يقبل شيئاً من ذلك ، وسأل أن يعفى ويترك على ما هو عليه ، وفي ذلك يقول أبو العتاهية :
ألا نادت هرقلة بالخراب * من الملك الموفق للصواب غدا هارون يوعد بالمنايا * ويبرق بالمذكرة القضاب ورايات يحل النصر فيها * تمر كأنها مر السحاب أمير المؤمنين ظفرت فاسلم * وأبشر بالغنيمة والإياب هرقلية : بلد قديم قريب من المهدية على طريقها من تونس .
هراة : بلد في خراسان بقرب بوشنج ، وهي مدينة عامرة لها ربض محيط بها من جوانبها ، وداخلها مياه ، والنهر جار على باب المدينة وعليه قنطرة ، وعلى سائر أبوابها مياه جارية وبساتين ، إلا أن الباب الذي عليه القنطرة لا ترى بعد عبورك لها جرية ماء ولا اخضرار نبات وماء هراة يخرج من قرب مخرج ماء مرو ، ويجري في

594

نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 594
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست