إسم الكتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار ( عدد الصفحات : 629)
أعطيك أعظم من الآلاف قيمة ، قال : إنما أريد أربعة دراهم ، فضحك وقال : قد كان قيل لي أنك ستحتاج إلى أربعة دراهم فلا تجدها ، فهجموا عليه فقال لهم يزدجرد : لا تقتلوني فإنه من اجترأ على قتل الملوك عاقبه الله تعالى في الدنيا بالحرب وفي الآخرة بالنار ، واحملوني إلى ملك العرب فأصالحه عليكم وتأمنون ، فأبوا وأعطوا الطحان وتراً ، فدنا منه كأنه يكلمه فرمى بالوتر في عنقه وخنقه ، وأخذوا ثيابه فصيروها في جراب ، وختموا الجراب وقتلوا الطحان ، وأوثقوا يزدجرد في الماء وانصرفوا ؛ وقال قوم : إن يزدجرد لما أوى إلى منزل الطحان فنام قتله الطحان وأخذ متاعه ، وألقى جسده في المرغاب ، وجاء الطالبون له فخفي عليهم أثره عند منزل الطحان ، فأخذوه به فأنكر أن يكون رآه ، فضربوه فأقر لهم بقتله ، وأخرج متاعه ، فقتلوه وأهل بيته ، ثم أخرج يزدجرد من النهر ، وصير في تابوت وحمل إلى الصحراء أول سنة إحدى وثلاثين ، وكان قتله في رزيق . المراغة : من أعمال الرقة التي هي واسطة ديار مضر ، وبين الرصافة والمراغة أربعة وعشرون ميلاً ، والمراغة في طرف البادية ، وهو حصن عامر والعرب تسرح في أرضه . والمراغة مدينة حسنة كثيرة الخير والفواكه نزهة الأمطار لها بساتين وجنات وغلات ، ويجلب إليها من بعض قراها بطيخ مستطيل أحمر الداخل أخضر الخارج طعمه يزيد على العسل في حلاوته . وعلى ضفة النيل بقرب أنصنا بلد صغير يسمى المراغة فيه نخل وقصب سكر وزراعات وبساتين ، وهي بغربي النيل ، وبينها وبين أنصنا نحو خمسة أميال . ومن أهل المراغة الشريف المراغي صاحب التعليق في الخلاف وكتاب " الجدل " . وفي المراغة يقول الحافظ أبو طاهر السلفي : سقى الله المراغة كل يوم * وحياها المساء وفي الصباح أقمنا بينهم زمناً وعشنا * بأفضل عيشة بين الصباح وكنا من كبار محدثيها * بأخبار وآثار صحاح ورأيت من وجه آخر أن المراغة مدينة أذربيجان ، ونزل عليها الططر سنة ثمان عشرة وستمائة ، فحاصروها أياماً وقتلوا أهلها ، وفتحوها عنوة ووضعوا السيف في أهلها ، فقتلوا منهم ما يخرج عن الإحصاء ، وسبوا وحرقوا وفعلوا من المنكرات ما يطول ذكره . ودخل رجل من الططر داراً بالمراغة فيها عدة من رجال ونساء يزيدون على مائة ، فلم يزل يقتلهم واحداً بعد واحد حتى أفناهم ، ولم يمد إليه أحد منهم يده بسوء ، مما صب الله تعالى عليهم من الخذلان . مرج الأمير : بالأندلس عند قرية مليس بقرب وادي آش ، وبه عسكر الإمام عبد الرحمن بن محمد إذ كان محاصراً لحصن اشتبين . مرج الصفر : بالشام ، به كانت وقيعة للمسلمين على نصارى الشام بعد وقعة أجنادين ، وكان بين الوقيعتين عشرون يوماً ، وكان ذلك قبل وفاة أبي بكر رضي الله عنه بأربعة أيام . ولما كان المسلمون على دمشق محيطين بها أتاهم آت فأخبرهم أن هذا جيش قد جاءكم من قبل ملك الروم ، فنهض خالد بن الوليد بالناس ، فقدم الأثقال والنساء مع يزيد بن أبي سفيان ، ووقف خالد وأبو عبيدة رضي الله عنهما من وراء الناس ، ثم أقبلوا نحو ذلك الجيش ، فإذا هو الدرنجار بعثه ملك الروم في خمسة آلاف رجل من أهل القوة والشدة ليغيث أهل دمشق ، فصمد المسلمون صمدهم ، وخرج إليهم أهل القوة من دمشق وكثير من أهل حمص ، فالقوم نحو خمسة عشر ألفاً ، فلما نظر خالد