إسم الكتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار ( عدد الصفحات : 629)
يا ملك القندهار والطاق * ووارث الملك عن دراداق ورثت آبائك الملوك علاً * يسمو سمواً لعز شاساق حاموا وحاميت عن حريمهم * فحزت بالقصر حوزة الطاق دانت ملوك الأنام للملك ال * أبلج قسراً بكل آفاق وهذا الملك هو ملك الفيلة ، يقال إن له عشرين ألف فيل بعضها ببعض ، وليس ينزل المدائن لكثرة من معه إنما ينزل الفضاء في الخيام ، وله سوق فيها من الفواجر ثلاثمائة ألف فاجرة وأزيد بأحسن الثياب . قالوا : وملوك الهند كلهم يرون الزنا وهو عندهم مباح ما خلا ملك قمار . قال بعضهم : دخلت قمار وأقمت بها نحواً من ستين يوماً ، فلم أرَ ملكاً أغير منه ولا أشد في الأشربة منه ، يُعاقِب على الزنا والشُرب بالقتل ، وليس أحد من ملوك الهند يشرب الشراب ما خلا ملك سرنديب فإنه يشربها ، تُنْقل إليه من بلاد المغرب . قصر ابن هبيرة : مدينة كبيرة على اثني عشر فرسخاً من بغداد لمن أخذ طريق الكوفة ، وهي عامرة ذات أسواق وعمارات ، وكانت أعمر البلاد التي في نواحي السواد وأوفرها أموالاً وأكثرها نفعاً وهي على غلوة من الفرات . وكان يزيد بن عمر بن هبيرة بناه في أيام مروان بن الحَكَم ، وهو يومئذ عامل مروان على العراق ، وأراد التبعد عن الكوفة . وهي مدينة عامرة جليلة ينزلها العمال والولاة ، وأهلها أخلاط من الناس ، وهي على نهر يأخذ من الفرات يقال له الصراة ، وبين قصر ابن هبيرة وبين معظم الفرات مقدار ميلين . وحكى المبرد أن ابن هبيرة كان يوماً في أعلى قصره ، فرأى أعرابياً يرقصه الآل ، فقال لحاجبه : إن أرادني هذا الأعرابي فأدخله عليّ ، فلما وصل أدخله الحاجب عليه فأنشده : أصلحك الله قلَّ ما بيدي * ولا أطيق العيال إذ كثروا ألحّ دهر أنحى بكلكله * فأرسلوني إليك وانتظروا قال : فأخذته الأريحية فقال : أرسلوك إليّ وانتظروا ؟ إذاً والله لا تجلس حتى تعود إليهم غانماً ، وأمر له بألف دينار وزوّده على بعيره . قصر أبي دانس : بغربي الأندلس ، فيه كانت الوقيعة على المسلمين للروم في سنة أربع عشرة وستمائة ، وأعانهم أهل الأشبونة وغيرها من مملكة ابن الرنق ، فأخذوا في نقب الأرض تحت الحصن إلى أن أفضوا إلى السور ، وأفضى الناس إلى الهلكة ، وبلغ الأمر إلى الولاة الذين في غرب الأندلس : إشبيلية وقُرطُبة وجيان فتجهزوا لدفاع العدو ، وجاء منهم جيش عظيم لكنهم تخاذلوا على عادتهم ، فكانت الهزيمة عليهم وولوا منهزمين ، ووقع القتل والأسر ولم يبرز للمسلمين من الروم إلا نحو سبعين فارساً ، ورأى أهل الحصن ذلك فأيقنوا بالتغلب عليهم . قصر الإفريقي : مدينة عند تيفاش من إفريقية ، وهي مدينة جامعة على شرف من الأرض ذات مسارح ومزارع كثيرة ، وفيها الحنطة والشعير . قصريانة : من أعظم مدائن الروم بصقلية وأكثرها جمعاً فتحها العباس بن يزيد بن الفضل بن يعقوب بن المضا العامل بصقلية لأبي إبراهيم أحمد بن محمد بن الأغلب صاحب القيروان ، وكان العباس وجه سرية إلى بعض النواحي فغنموا وأخذوا أعلاجاً