responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 454


الشام مجريان ، وقبرس على ممرِّ الأيام رخاؤها شامل وخيراتها كاملة .
وكان معاوية رضي الله عنه غزاها وصالح أهلها على جزية سبعة آلاف دينار ، فانتقضوا عليه فغزاهم ثانية فقتل وسبى سبياً كثيراً . وروي أنه لما افتتحت مدائن قبرس وقع الناس في السبي يقتسمونه ويفرقونه بينهم ، فتشكى بعضهم إلى بعض ، فبكى أبو الدرداء رضي الله عنه ثم تنحى فجلس ثم احتبى بحمائل سيفه فقيل : أتبكي في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله وأذل الكفر وأهله ؟ ! فضرب على منكبيه وقال : ويحك ما أهون الخلق على الله تعالى إذا تركوا أمره ، بينما هي إمرة قاهرة ظاهرة على الناس إذ تركوا أمر الله عز وجل فصاروا إلى ما ترى .
ودور جزيرة قبرس يوم ، وبينها وبين الأرض الكبيرة يوم ، وبينها وبين ساحل مصر خمسة أيام ، وبينها وبين رودس ميل ، وإنما سميت جزيرة قبرس بمدينة هناك تسمى قبرو ، وكانت قبرس معظمة في القديم للوثن المسمى قابرس .
وأهل مدينة قبرس موصوفون بالغنى والجِدَة وبها معادن الصفر ، ويجمع في جزيرة قبرس اللاذن ولا يجمع في غيرها ، والذي يجمع منه على الشجر خاصة يحمل إلى ملك القسطنطينية أفضله ، لأنه يعادل الألنجوج القماري طيباً وسائر ما يجمع مما يسقط على وجه الأرض هو الذي يستعمله الناس .
وشهدت أم حرام بنت ملحان غزو قبرس فتوفيت بها ، وأهل قبرس يتبركون بقبرها ويعرفونه قبر المرأة الصالحة ، وكانت قد سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدعوا لها الله عز وجل أن يجعلها من الذين يركبون ثبج البحر مجاهدين في سبيل الله تعالى ، ففعل في حديث معروف .
وكان الأوزاعي يقول : إنا نرى أن هؤلاء القوم ، يعني أهل قبرس أهل عهد ، وأن صلحهم وقع على شيء فيه شرط لهم وشرط عليهم وأنه لا يسعهم نقضه إلا بأمر يعرف به عذرهم .
ورأى عبد الملك بن صالح في حدث أحدثوه أن ذلك نقض لعهدهم فكتب إلى عدة من الفقهاء يشاورهم في أمرهم ، منهم الليث بن سعد ومالك بن أنس وسفيان بن عُييْنة وموسى بن أعين وإسماعيل بن عياش ويحيى بن حمزة وأبو إسحاق الفزاري ومحمد بن حسن رحمة الله عليهم ، فاختلفوا عليه ، وأجاب كل واحد منهم بما ظهر له ، مما ليس هذا موضع ذكره .
قالوا : وانتهى خراج أهل قبرس الذي يؤدونه إلى المسلمين بعد المائتين من الهجرة أربعة آلاف ألف وسبعمائة ألف وسبعة وأربعين ألفاً .
القَبْطيل :
بالأندلس ، هو مفرغ وادي طرطوشة في البحر ويعرف أيضاً بالعسكر لأنه موضع عسكر به المجوس واحتفروا حوله خندقاً أثره باق إلى الآن .
قبتور : قرية من قرى إشبيلية ، وفي سنة ثلاث وعشرين وستمائة وصلت شياطي الروم الغربيين نهر إشبيلية فأسروا الناس وحرقوا القوارب ، ثم وصلوا إلى قبتور هذه وغلبوا أهلها ودخلوا عليهم عنوة ، ففرَّ منهم من فرَّ وأخذ جملة منهم ومن نسائهم ، واستبيح جميع ما كان في الديار من الأثاث والمتاع .
قدس : من جبال تهامة وهو جبل العرج ، وقد لا يصرف يجعل اسماً للجبل وما حوله .
قُدَيد : في الطريق بين مكة والمدينة ، بينها وبين الجحفة - ميقات أهل الشام - سبعة وعشرون ميلاً وهو حصن صغير

454

نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 454
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست