إسم الكتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار ( عدد الصفحات : 629)
فيه أخلاط من العرب لها نخيلات يعيشون منها ، وبين قديد والبحر خمسة أميال ، وبينه وبين الجحفة ستة وعشرون ميلاً ، وبها كانت للأوس والخزرج ومن دان بدينهم من أهل يثرب مناة ، فبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب ، ويقال علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، فهدمها . وبها مات مُسلْم بن عقبة المري صاحب وقعة الحرة مُنْصَرفه عن أهل المدينة بعد وقعة الحرة ، فإنه لما عمل بأهل المدينة ما عمل ، أخزاه الله تعالى ، توجه بجنده إلى مكة قاصداً لحرب ابن الزبير ، فمات بقُدَيد لأربعٍ بقينَ من محرَّم سنة أربع وستين ، بعد أن عهد إلى الحصين بن نمير بالتوجه بالجيش إلى مكة لحرب ابن الزبير . وقُدَيد كثيرة الماء والبساتين . وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم صام حتى أتى قُدَيداً فأفطر حتى أتى مكة ، وفي خبر آخر : حتى بلغ الكَدِيد ثم أفطر ، وهو أصح وأثبت . وسميت قديداً لتقدد السيول بها . وبقديد كانت وقعة الخارجي الذي يقال له طالب الحق مع أهل المدينة ، قالت امرأة ترثيهم : يا ويلتا ويلاً ليه * أفنت قُدَيد رجاليه وهناك مات القاسم بن محمد حتف أنفه . وفي الكتب القديمة أن قديداً هو الوادي الذي وقعت فيه الريح لسليمان عليه السلام ، وأنه هو الذي أتي فيه بصاحبة سبأ . قردى : من بلاد الموصل وهي ديار بني حمدان ، وقد تقدم لها ذكر في ذكر بازبدى . قرسقة : جزيرة في قطعة من البحر الشامي ، فيها مدينة حسنة متوسطة عامرة ، وطولها ثمانية وخمسون ميلاً ، وعرضها سبعة وعشرون ميلاً ، وهي جزيرة خصيبة كثيرة العمارة ، وأهلها يتجولون في أرض الروم ، وهم أكثر الروم سفراً . قرسقة : جزيرة للنصارى تقابل مدينة رومة . ويقال هي بالقرب من سردانية ، وبينها وبين ساحل إفريقية نصف يوم ، وبينها وبين ساحل تونس أربعة أيام ، وكانت للرومانيين ، خربها المسلمون قديماً ، وقيل هي عامرة ، ولها مراس مشاتي كثيرة ، ومن مراسيها مرسى البوالص وآخر يعرف بمرسى الزيتونة ، وبها زوايا كثيرة وجبال داخلة في البحر ، وطولها مائة وستون ميلاً ، وهي كثيرة الخير وافرة النعم ، وقد غنمها المسلمون أيام عبد الرحمن بن الحكم ، وآبارها قريبة الأرشية ، وفي القبلة منها جزيرة سردانية ، بينهما في البحر عشرون ميلاً . قرْبَليان : بالأندلس ، بينها وبين أوريولة عشرون ميلاً وهي كثيرة الزيتون ، وبها سقي كثير . قرقيسيا : كورة من كور ديار ربيعة ، بين الحيرة والشام ، وفي الجانب الشرقي من الفرات ، فتحها عنوة عمرو بن مالك بن عتبة بن نوفل بن عبد مناف ، أمر عمر بن الخطاب سعد بن أبي وقاص أن يوجهه في جند فخرج يعارض الطريق حتى جاء قرقيسيا في غرة فأخذها عنوة ، فأجاب أهلها إلى الجزية . وإلى قرقيسيا فرَّ زفر بن الحارث العامري ثم الكلابي بعد وقيعة مرج راهط ، وكان مع الضحاك بن قيس الفهري ، فلما قتل الضحاك ولى زفر ، ومعه رجلان من بني سُلَيْم فقصر فرساهما فغشيتهما اليمانية من خيل مروان ، فقال له صاحباه : انج بنفسك