responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 361


فرسخاً ، والنسب إليها صاعدي على غير قياس ، والذي يتجهز به من صعدة الأديم ، لأن بها صناعة الأديم العديم المثال ، وبها تجتمع التجار ، وأهلها أهل أموال وافرة وبضائع وتجارات كثيرة .
الصعيد : هو أعالي بلاد مصر وكأنه الصاعد منها ، ومنها الرجل الذي كان في الأقباط بأرض الصعيد الذي أرسل إليه أحمد بن طولون صاحب مصر في سنة نيف وستين ومائتين ، وكان مولعاً بمعرفة الآثار القديمة ، فذكر له أن رجلاً من الأقباط بأرض الصعيد له نحو مائة وثلاثين سنة ، وهو ممن عني من لدن حداثته بالعلم والإشراف على الملل والآراء والنحل من مذاهب المتفلسفين وغيرها وأنه علامة بالممالك والملوك ، ذو معرفة بهيئة الأفلاك والنجوم ، وكان نصرانياً على مذهب اليعقوبية ، فبعث ابن طولون إليه قائداً من قواده فحمله إليه في النيل مكرماً ، وكان الشيخ قد انفرد عن الناس في مكان اتخذه وسكن في أعلاه ، وقد رأى الرابع عشر من ولد ولده ، فلما وصل إلى أحمد بن طولون أكرمه وبره وأسكنه بعض مقاصيره ومهد له في موضع جلوسه ، وحمل إليه لذيذ المآكل والمشارب ، فأبى الشيخ أن يغتذي إلا مما حمل مع نفسه من كعك وسويق وغيرهما ، وقال : هذه بنية ما ترون من الغذاء فإن سمتموني النقلة عن العادة كان ذلك سبب انحلال البنية ويفوتكم مني ما تطلبونه ، فتركه ابن طولون وما يريده ، ثم أحضره مجلسه مع أهل الدراية من أصحابه وخواص مجلسه ، وصرف إليه همته ، فمما سأله عنه بحيرة تنيس ودمياط ، فقال : كان موضع البحيرة أرضاً لم يكن بديار مصر مثلها لطيب التربة وزكاء الريع ، وكانت جناناً متصلة ، ولم تكن بمصر كورة يقال إنها تشبه الفيوم إلا هي وحدها ، وكانت أكثر فاكهة منها ، وكان الماء ينحدر إلى قرى موضع البحيرة صيفاً وشتاء يسقون منه متى شاءوا ، وفضلة الماء تصب في البحيرة ، وكان بين العريش وقبرس طريق مسلوكة في تنيس ، وبينهما اليوم سير طويل في البحر ، فلما كان قبل استفتاح المسلمين بلاد مصر بمائة سنة طمى ماء البحر وزاد فأغرق القرى التي كانت في موضع البحيرة ، وما كان منها في البقاع المرتفعة فهي باقية إلى الآن قد أحاط بها الماء . قال : وعند هذه الزيادة التي زادها البحر طمى الماء على القنطرة التي كانت بين بلاد الأندلس وبين ساحل طنجة من أرض المغرب ، وكانت قنطرة عظيمة لا يعلم في معمور الأرض مثلها مبنية بالحجارة تمر عليها الإبل والدواب من ساحل المغرب إلى الأندلس ، وكان طولها اثني عشر ميلاً في عرض واسع وسمو كثير ، وربما بدت هذه القنطرة لأهل المراكب تحت الماء فعرفوها .
وسئل عن ممالك الأحابيش التي على النيل فقال : لقيت منهم ستين ملكاً كل ملك منهم ينازع من يليه ، قال : وبسبب استحكام النارية في بلادهم تكون معادن الذهب كثيرة ، فإن حرارة الشمس ويبسها يغير الفضة ذهباً ، فإذا أطبخ ذلك الذهب بالملح والزاج والطوب خرج ما فيه من الفضة .
وسئل عن منتهى النيل في أعلاه فقال : أصله من البحيرة التي لا يدرك طولها ولا عرضها ، وهي تحت خط الاستواء تحت قطر الفلك المستقيم ، وهو الموضع الذي الليل والنهار فيه متساويان الدهر كله .
وسئل عن الأهرام فقال : إنها قبور الملوك ، كان الملك إذا مات وضع في حوض من رخام ثم أطبق عليه وبني له هرم ، ويصنع باب الهرم تحت الحوض ثم يحفر له طريق في الأرض ويعقدونه آزاجاً . فقيل له : فكيف هذه الأهرام المملسة وكيف كانوا يصعدون لبنيانها ؟ فقال : كانوا يبنون الهرم مدرجاً ذا مراقي يصعد فيها فإذا فرغوا من عمله نحتوه ، قيل له : وكيف كانوا يصنعون بهذه الحجارة العظيمة التي لا يقدر مائة رجل أن يزحزح منها حجراً واحداً ؟ قال : كانت لهم قراقل قد دبروها بأخلاط من المعادن وأنواع الحكمة فكانوا يضربون به الحجر الكبير فينقسم لهم على القدر الذي يريدونه ويتأتى لهم النحت ، ومع هذا فإنهم كان لهم صبر وجلد على أعمالهم ليس لمن بعدهم .
الصغانيان : من مدن ما وراء النهر من خراسان مثل الترمذ وكش ونسف وبخارى وسمرقند وخجندة وأشروسنة والشاش وفرغانة وفارياب ، وهي أكبر المدن التي عن يسار المشرق من مدينة بلخ

361

نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 361
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست