responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 345

إسم الكتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار ( عدد الصفحات : 629)


بمنزل أندوجر ، ولما كان صاحب قشتالة أقرب من تعينت حربه داراً وأكثرهم مهما استطاع اضراراً كان أولى من نوينا ووجب تقديم غزوه علينا ، وكان المعقل المعروف بشلبطرة قد علقت به حبائل الصلبان ، وضج من ناقوسه ما في جهاته الأربع من التكبير والأذان ، مرقب الدو ، وعقاب الجو ، العلم المطل على الأعلام ، والنكتة السوداء التي بقيت في بساط الإسلام ، والخبأة الطلعة ، الذي لا حال للمسلمين معه ، قد جعلته النصرانية إلى كل غاية جناحاً ، وأعدته إلى أبواب المعاقل والمدائن مفتاحاً ، فاستخرنا الله تعالى على منازلته وقلنا هو يمين صاحب قشتالة إن قطعت قعد مقعد الذليل ، ومظنة غيرة إن لم يتحرك لها ، فقد قام على ضعفه أوضح دليل ، ونحن في ذلك نبرأ من القوة والحول ، ونتوكل على الله ذي الفضل والطول ، فقبل النزول من السروج ووضع المهند والوشيج حباهم الله بكل ضرب وجيع ، وموت وحي سريع ، وملكوا عليهم أرباضهم وكانت من الذروة إلى البطحاء ، فأضرموها ناراً من جميع الأنحاء ، ونسخوا فيها آية النهار بالظلماء ، فألقوا يد الاستسلام ، وذلوا لعزة الإسلام ، ورغبوا في أمد يقيمون فيه الحجة على صاحبهم ، فأذنا لرسلهم في التوجه إليه ، لعلمنا أن ذلك أشد من وقع السيوف عليه ، فحين إذ وافته رسلهم اعترف لهم بالصغار ، وقلة القوة على الانتصار ، وفارقوه على تسليم الدار ، لمن له عقبى الدار ، فنبذنا إليهم بأنفسهم احتقاراً ، وساروا إلى قومهم يحملون هموماً طوالاً وآمالاً قصاراً ، وعلى أثرهم طهر الله تعالى المعقل من الأدران ، ورقيت أعاليه ألوية الإيمان ، وبدل الله عز وجل فيه الناقوس بالأذان ، وحولنا كنيسته مسجداً ومنبراً على تقوى من الله ورضوان .
شمنصير : وقيل شماصير بالألف بدل النون ، جبل ململم من جبال تهامة لم يعله قط أحد ولا درى ما على ذروته ، وبأعلاه القرود ، والمياه حواليه ينابيع تنساب ، وبطرفه قرية يقال لها رهاط ، وبغربيه قرية يقال لها الحديبية ليست بالكبيرة ، وهذه القريات لسعد ومسروح ، وفي سعد هذه نشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن الحديبية إلى المدينة تسع مراحل ، وإلى مكة مرحلة ، وأصحاب الحديث يقولون : الحديبية بئر ، وهناك مسجد الشجرة .
شمشاط : مدينة في أرمينية ، وهي أول حدود أرمينية ، وهي على الفرات ، ومنها إلى ملطية أحد وخمسون ميلاً .
وشمشاط مدينة رومية كبيرة بها يكون والي ثغور الجزيرة ، ومنها تخرج جيوش المسلمين إلى بلاد الروم ، وهي على تخوم أرمينية وفيها قبر صفوان بن المعطل السلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم . وبين شمشاط وحصن زياد شجرة لا يعرف أحد ما هي ولا يدرى لها نظير ، لها حمل شبيه اللوز إلا أنه يؤكل بقشره ، وهو أحلى من الشهد .
ولما جمع عثمان بن عفان لمعاوية رضي الله عنهما الشام والجزيرة وثغورها ، أمره أن يغزو شمشاط ، فوجه إليها حبيب بن مسلمة الفهري وصفوان بن المعطل ، ففتحاها بعد أيام من نزولهما عليها صلحاً على مثل صلح الرها ، فأقام بها صفوان وبها توفي في آخر خلافة معاوية رضي الله عنه ، ويقال : إن معاوية غزاها بنفسه ، ولم تزل شمشاط خراجية حتى صيرها المتوكل على الله عشرية أسوة غيرها من الثغور ، ومبلغ مجبى شمشاط وما ينضاف إليها سبعمائة ألف وخمسة عشر ألف درهم .
وبشمشاط قلعة حصينة تحتف بها جبال فيها الجوز والكروم وسائر الثمار .
الشماسية : بالعراق ، كان المعتصم خرج من بغداد يرتاد موضعاً لمدينة يبنيها فمر بالشماسية ، وهي خارج بغداد فضاقت عليه ولم يرضها حتى أتى موضع سر من رأى فأرضاه ، فابتدأ بناءها .
وفي خبر أن مهدي بن علوان الشاري كان خرج على المأمون أو على أبيه وانتهت خيله إلى الشماسية بالعراق ، وأما البردان وقطربل ومسكن وما والاهما فكانت بها منازله ، قال الفضل بن مروان : في سنة ست ومائتين أتى المأمون بمهدي الشاري أسيراً

345

نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست