responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 344


بعضه ببعض ، وبها دار صناعة الحديد الذي يعجز عن صنعته أهل البلاد لجفائه ، وهي صنعة المراسي التي ترسي بها السفن وقد تغلب عليها المجوس مرات ، ويحيط بجزيرة شلطيش البحر من كل ناحية إلا مقدار نصف رمية حجر ، فمن هناك يجوزون لاستقاء الماء لشربهم ، وطول الجزيرة نحو ميل وأزيد ، والمدينة منها في جهة الجنوب ، وهذه الجزيرة بإزاء مدينة أونبة ومقدار المجاز بينهما أربعة أميال .
وفي صفة استدارة البحر بهذه الجزيرة يقول عبد الجليل بن وهبون من قصيدة يمدح بها المعتمد بن عباد :
ألم تر للجزيرة كيف أوفى * عليها مثل ما انعطف السوار أعد بها على شاطيه دستاً * ومد يداً إليك بها يشار فإن تقبل تحيته فأجدر * فربما تواصلت البحار تحيط كما يحيط بها ولكن * لسمط الدر في العنق افتخار وكان بهذه الجزيرة بيع للأول واتخذت في الفتنة مدينة ، ولها أرباض واسعة ، وبها آبار عذبة قريبة الأرشية وبساتين حسنة وفيها أطيب الصنوبر ، ولها مراع خصيبة لا تصوح وعيون ماء عذب تصلح بها الألبان والقطاني ، ومن خاصتها الثريد النفيس .
ومدينة شلطيش مرفأ للسفن وركاب البحر ، ومرساها يكن بكل ريح ، وهي كثيرة السفن ، وبها دار صناعة لإنشائها ، ويسكنها جماعة من النصارى ، ويكون طولها نحو أربعة أميال في عرض يسير .
شلم : بفتح أوله وثانيه وتشديده ، اسم لبيت المقدس ، وقال الهمداني : شلم : إيليا ، وقد تعربها العرب فتقول : سلم ، بالسين المهملة ، قال الأعشى :
وقد طفت للمال آفاقه * عمان فحمص فأوري شلم قال أبو عبيدة : أوري شلم : بيت المقدس ، وروي شلم ، بكسر الشين .
شلبطرة : بالأندلس ، من بلاد الأذفونش ، وهو حصن من حصون الأندلس من عمل قلعة رباح ، كان الملك الناصر أبو عبد الله محمد بن المنصور يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن ملك المغرب نزل عليها وحاصرها بالمجانيق الضخام والآلات الحربية حتى قهر أهلها وملكها ، وذلك في أول سنة ثمان وستمائة ، وكان نزل أولاً على حصن اللج فتملكه ، ثم رجع الحصار كله على حصن شلبطرة ، فنصب عليها المجانيق ورميت بالحجارة الصم الكبار ، وطال حصارها إلى أن ضاق أهلها وأعياهم الأمر ، فطلبوا أجلاً يستجلبون فيه ملكهم صاحب طليطلة وقشتيلة الأذفونش بن شانجه ، فأعطوا ما طلبوا ، فخرج قوم من ثقاتهم إلى طليطلة والتقوا مع ملكهم أذفونش بها أو بغيرها من بلاده وأعلموه . بما انتهوا إليه من الشدة وما بلغوا من الجهد والمشقة ، وحملوا إليه بعض أحجار المجانيق التي يرمون بها ، فعذرهم ، ولم تكن عنده قدرة لدفع ما نزل بهم ، ولا استطاع الدفاع عنهم ، فأذن لهم في الخروج عنها ، فرجعت ثقاتهم بذلك ، فطلبوا الخروج مسلمين في أنفسهم فوفى لهم بذلك ، ومكنوه من الحصن ، وانفصل الناس عنها في صدر ربيع الأول من سنة ثمان وستمائة ، وكان الحصار فيها إحدى وخمسين ليلة ، ورغم الأذفونش وتنحى ولم يقدر في ذلك الوقت على شيء حتى استغاث بأهل ملته ، وكاتب من قرب وبعد منهم وشكا إليهم ما دهاه من المسلمين ، وحثهم على حماية دينهم ونصرة ملتهم ، فاستجابوا له ، وجاؤوه من كل جهة وانثالوا عليه ، فكان من وقيعة العقاب على الملك الناصر في عام تسعة وستمائة ما هو مذكور في موضعه .
ولما ملك الناصر حصن شلبطرة نفذت عنه المخاطبات بهذا الفتح ، فمن فصل من ذلك خاطب به صاحب إفريقية حينئذ الشيخ المعظم أبا محمد عبد الواحد ، وهذا كتابنا إليكم من منزل الموحدين

344

نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 344
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست